الجزء الأول+ الثاني + الثالث + يتبع في متشور جديد
شــبــكت أصابعها بأصابعو .. إيدها الناعمة عانقت ايدو المتعبة بقوة .. عضت على شفايفها و نزلو دموعها بحرقة
ابتسم ماجد بطيب ورضى .. وجهو الشاحب كان عم يميل للون الرمادي بهي اللحظات
كانت دموعها عم تحجب عنها الرؤية منيح .
بإشارة من ايدو طلب منها تقترب اكتر لعندو .. حطت ادنها عند شفايفو
اخد وقت قبل ما يقدر ينطق ..
ماجد ( اسمعي .. انا رايح وبعرف في وراي مرا بمية رجال ، ديري بالك على الأولاد منيح )
هزت براسها ونفضت دموعها .. ( لا تحكي هيك .. هلأ بدك تتخلى عني بهل بساطة ؟ شو بدي اعمل بدونك
الله يخليك كوني قوي بس مشاني )
سعل بقوة .. نزلت قطرات الدم على زاوية شفايفو ..
و بلشت ايدو الي شابكة بايدها ترتخي .. والنبض يغيب .. وصرخات وفاء تستنجد بكل شي حواليها من بشر و ملائكة وحتى جماد
كانت تتوسل وتطلب المساعدة .. كانت تترجى الأطباء يعملو اي شي وما يخلوه يتركها وحيده مع اطفالها الأربــعــة
بس قـــضــاء الله وقدرو .. كان أقوى من رغبتها و حاجتها لحبيبها ..
/ بـــــــــــعــــــــــــد عــشـــر سنين .. /
نفض أمجد شعرو من الغبره و الأوساخ العالقة فيه .. بابتسامة كلها أمل رتب ملابسو ونسق هندامو
توجه لعند صــاحب المكتبة و بــفـــخر خاطبو ( معلمي ... نظمت جميع الرفوف
جمعت كتب الشعر لشعراء الجاهلية لحال وشعراء العصر الحديث بالرف المجاور الهم و شعراء الصعاليك بالرف السفلي
لان نادر جداً الطلب عليهم ، وشعر العصر الإسلامي هون )
تطلع أبو محمد بعدم رضى .. مشي بين الرفوف .. والتفت على أمجد
( يا أمجد أنت ولد عنيد ، كم مره طلبت منك دواوين شعراء العصر الإسلامي تحفظهم قريبين من كتب الفقه والحديث ؟ )
أمجد ابن الــ16 سنة .. واجه معلمو بثقة و بدون تردد وبدأ يشرح وجهة نظرو
( اسمحلي انا بعتذر بس أنا بخالفك رؤيتك بهاد الموضوع ، انت بدك تجمع هي الكتب بذات الكفة مع كتب عظيمة الشأن
إذا كانو الشعراء في فترة الإسلام هاد ما بيعني نكرمهم بشكل مفرط
أنا ما بنكر عظمة و وزن شعراء متل أبو الطيب المتنبي و أبو نواس و أبو العلاء المعربي و غيرهم كتير
بس لكل منهم هفوة في تاريخه الأدبي
مثــلاً إذا بدنا نحكي عن أبو نواس .. يا ترى هل يبيح له مقامه و مكانته كــشاعر أن ينحدر في الإباحة و الإبتذال
و هل يحق لأبي فراس أنـ .. )
قاطعو أبو محمد ( أمجد .. يعطيك العافية خلص رائع .. عملك بقمة الروعة والإتقان .. شكراً الك ابني )
فهم امجد انو أبو محمد بمزاج غير قابل للنقاش الطويل و المجادلة و العناد .. حرك تمو جانباً ورفع حواجبو بنوع من المشاكسة
( طيب بس إذا جيت بكرا وكانت الرفوف متغيره رح عيد التنظيم مره تانيه )
ابتسامة رضى وفخر علت ملامح أبو محمد بهاد الطفل الي عم يشوف فيه بوادر خير و فطنة ( امشي يا ولد )
انطلق أمجد من مكتبة العم أبو محمد الصغيرة ، استنشق ذرات الهوا النقية وركض بين الحارات بكل نشاط ومرح
وصل البيت وفتح الباب بسرعه
أمجد ( مرح أمي أجت ؟ )
عانقت مرح الدب الي بحضنها و نزلت تحت الحرام بعد ما مدت شفايفها و هزت براسها لامجد بمعنى انو امو ما اجت
أمجد ( طيب ممتاز .. بس ليش زعلانه انتي ؟ )
طلعت ريم من المطبخ وبايدها ملعقة طبخ وريحتها بتفوح توم وبصل و بطنها واصل لحلقها .. لابسه قميص قطني بني مخليها اكبر من عمرها بسنوات طويله
ورابطه شعرها بعدم اهتمام
أمجد ( يا حبيبي هي شو جايبها لعندنا ؟ )
ريم بدهشة ( أمجد !! مزعجك وجودي حبيبي ؟ )
أمجد ( لا لا ريم خانوم بس وين جوزك عنك ؟ )
ريم ( يبعتلو قتلو الله لا يوفقو هو والحرباية امو .. حردت وهي قاعده عم اطبخلكم )
أمجد ( حردتي ؟؟؟؟ مره تانيه ؟؟؟ قصدي مره عاااشره !! )
حركت ريم الملعقة بمعنى تهديدي .. ضيقت عيونها و اعطتو نظرة ثاقبة ( انت وين لهلأ ؟ امك مو قالت ما في شغل ؟
مو نبهت عليك الف مره ممنوع الشغل ؟ انت ليش عنيد ؟ بدكم تجننو امكم يعني ؟ لسه اختك الكبيره قاعده مكتئبة
لان جوزها اللوح طلقها .. و هي الصغيرة مجننيتني بدلالها وطلباتها .. وانت ما عم تلتفت لدراستك )
أمجد ( اي اي وانتي كل شوي بتجيها حردانه .. كلنا تعادل يا جماعه .. الله يعين أم امجد علينا .. قولو أمين )
رفعت مرح راسها من تحت الغطا بضحكة كلها دلال وبراءة ( آميييييين )
ريم وهي رافعه ايدها للسما ( آمييييين )
أمجد ( يعطيكم العافية كل واحد على شغلو )
انصرفت ريم تركض على المطبخ تكمل طبخها .. و مرح طلعت من تحت الغطا وراحت شغلت التلفيزون و قعدت تتفرج
مشي أمجد بالبيت وهو عم يدور على هيا .. أختو الكبيرة ..
ما لقاها بأي مكان .. حك راسو واخد لحظات وهو عم يفكر .. ( أها ... طبعاً )
طلع على الأسطوح ولقاها قاعده ، الهوا عم يلعب بشعرها .. وعيونها معلقة بالسما بشي بعيد ما قدر يعرف شو هو
أمجد ( هيا حبيبتي .. )
هزت راسها باتجاهات عده كأنها عم تصحى من حلم راسمتو بخيالها .. مسحت دمعه على طرف عينها
و قامت حضنت أمجد بحب ( أهلين بالشب العنيد )
طبطب على كتافها و قعد معها .. ( حدا مزعلك ؟ )
هيا ( مممم لأ .. عادي .. بس ريم هون تركتها هي تطبخ اليوم )
أمجد ( قــصي .. )
قبل ما يتابع كلامو لمعت عييونها و تطلعت فيه بأمل وترجي ( حكى معك ؟ بدو يرجعني ؟ وين شفتو ؟ شو قلك )
تلعثم بالكلام .. و تلبك .. ابتسم ليحاول يصلح الموقف .. ( لا كنت بدي قول .. قصي لسه ببالك ؟ )
تبدلت ملامحها .. لخجل .. ليأس .. لألم .. عقدت حواجبها و تجعد جبينها .. ( لا .. عادي خلص .. هو راح ما بدو ياني وانا ما عاد بدي ياه
هو خجلان لان امي بتشتغل لفايه ، على اساس لما اجى خطبني انا خبيت عليه انو امي لفايه .. بكل موقف كان يذكرني
بكل لحظة كان يعيشني شعور الذل .. مع انو بتعرف شو ؟ .. ههه .. انا واثقه انو بتمنى يكون عندو ام متل امي .. متاكده )
انحنى باتجاها و باس راسها بحب ( الله يهدي بالك حبيبتي )
بقلة حيلة اعطاها ضهرو ليتركها لحالها .. باغتتو بسؤال ( أمجد .. كمان اليوم ما رحت على مدرستك صح ؟
بتعرف انو امي كتير رح تزعل إذا بتعرف انك لسه بتروح على الشغل و بتهمل مدرستك
انت عارف انو امك كل همها تـــ )
أمجد بنبرة صوت قوية وجدية ( شوفي يا هيا .. انا الي عم عيشو صار فوق طاقة تحملي .. مستحيل روح واقعد ورا طاولة خشبية وعلى مقعد حديدي و افتح دفتري وامسك اقلامي
وأمي عم تشتغل ببيوت الناس .. انا صرت رجال .. وصار واجبي اشتغل و اتحمل المصروف والمسؤولية )
هيا ( كلنا ترجيناها تخلينا نشتغل و هي ترتاح بس هي ما بدها حدا منا يعيش اللحظات و الايام الي هي عاشتها، الرجولة مو انك تتحمل المصروف .. الرجولة انك تحقق حلم امك الي عم تفني حالها مشانو .. هي كل حلمها تشوفك شي مهم
بنت احلام كبيرة عليك ، انا تطلقت وانرميت بوشها .. واختك ريم شكلها لاحقيتني لان جوزها سكرجي وما بخاف الله
ومرح انت شايفها .. الدلال والغنج دبحها .. إزا بدك تكون رجال .. خلي امك الي نسيت طعم الفرح ولونو .. يرجع قلبها ينبض بعد كل هالسنين )
/ الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها ، بل اجمعها وابني بها سلماً تصعد به نحو القمة /
هالعبارة عم بتدور براس أمجد وهو نازل الدرج .. جملة كررتها امو على مسامعو كتير
لما تعرض للسخرية من اصدقائو بالمدرسة بعد ما اكتشفو انو الأذنة الي بتشتغل على بوابة المدرسة بتكون أمو
و لمــا داوم تلات سنين بمدرستو بنفس الزي المدرسي لأن هاد المتوفر ..
ولما شاف اختو ريم عم تنضرب قدام عيونو من زوجها عديم الرجولة
ولما تطلقت اختو هيا وانطعن بشرفها وانكسرت احلامها ..
و لما كانت اختو الصغيرة مرح تقلو (انت بابا الصغير تبعي )
دائما كانت ترددلو هالعبارة على أمل تشحنو بطاقة وقوة ..
تسللت ريحة الأكل لأنــفو ..
اخدتو رجليه على المطبخ وهو مغمض عيونو من طيب الريحة ولذتها
وصل المطبخ وشاف اختو عم تسكب الأكل وهي عم تبكي وحاطه ايدها ورا ضهرها لتسند حالها
ريـــم وهي تمسح دموعها ( خود هي الزوادة لأمك .. اليوم عم تشتغل ببيت أبو فراس و قالت انها متاخره
وامك ما بتاكول ببيت حدا غريب بتكون بعدا على لحم بطنها .. فوت من باب الحديقة الخلفي على المطبخ واتركها الأكل يلا تحرك وارجع تغدا )
حكت هالكلامات الكتير و المربكة بثواني قصيرة خلتو ما يفهم شو طلبت منو بالضبط إلا انو انسحب من المطبخ بسرعه
هارب من الضغط والتوتر الي البيت مشحون فيه ..
مشي بالشارع إيد بجيبتو و إيد حامله الأكل و هو عم يصفر بصوت هادي ..
( أنا لازم اقنع امي اشتغل بعد المدرسة وهيك ما بضطر اهرب من المدرسة واشتغل بالوقت الي هي مفكريتني فيه عم ادرس )
وصل بسرعه بدون ما ينتبه لان شارد بأفكارو ..
لقى حالو قدام بيت أبو فراس ..
ياما أجا لهاد البيت .. كان يجي وهو صغير .. وتسمحلو أمو يلعبو مع زينة و فراس و قيس أولاد أبو فراس بالألعاب الغالية والحلوة
استعاد ذكريات حلوة ومؤلمة بذات الوقت ..
نوع من الألم و الحاجة اعتصرت قلبو لما كان يتذكر طفولتو القاسيه ..
لف للحديقة الخلفية فتح باب المطبخ بهدوء .. تاكد انو ما في حدا .. ترك زوادت الأكل وطلع على عجل
وهو ماشي .. انتبه انو باب مكتب أبو فراس الخلفي عم ينفتح .. بحركة عفوية رجع لورا
لان ما بدو حدا من اهل البيت يشوفوه وينزعجوا من وجودو
انفتح الباب شوي و طلع صوت أبو فراس ( عم قلك فوتي تعالي لهون .. )
كان ما عم يستوعب ولا يسدئ لما سمع صوت امو عم يجاوب بخوف و رجفه ( الله يخليك يا سيدي تتركني .. مشان الله تتركني .. )
بقوة انطبق الباب .. ركض أمجد باتجاه الباب .. بدو يكسرو .. بدو يشعل النار بالبيت كلو .. بدو يمسك ابو فراس و يقطعو باسنانو... بس يمكن سمع غلط!!
وقف قدام الباب مباشرة و جسمو كلو عم ينتفض و العرق عم يتصبب منو .. صدرو عم يطلع وينزل من التنفس السريع
أنفاس حارة كتير و غصب ممتلئ بداخلو
وصوت امو جوا عم ييتوسل ( لا ببوس ايدك .. مشان الله لا ... هلأ بشوفنا حدا .. )
بخطوات منهارة مشى باتجاه الشباك المجاور .. كانت الستارة كاشفة رؤية بسيطة ..
شاف من خلالها كيف أبو فراس عم يحاول يتحرش بأمو ..
وكيف كانت عم تبكي بضعف و خـــوف ..
مد أبو فراس ايدو على الملابس وفاء .. ابتسامة شيطانية انرسمت على شفايفو .. نزل الملابس الساترة اكتافها ( يا وفاء اهدي .. الموضوع بسيط جداً ، ما بدو هالعدائية )
وشها المتعب و جسمها الهزيل .. عيونها الجاحظة ... كانت تحتضر بين ايديه .. بدون صوت .. دون وعي .. بدون هوية .. بدون روح ..
تهاوى أمجد على الأرض .. ما قدر يشوف أكتر .. شي مؤلم أعتصر قلبو ..
ثواني .. تبعتها دقائق .. أكتملت النــصف ساعه وهو عم يرجف بمكانو بدون أي حركــــة
سمع صوت الباب انفتح مره تانيه .. رفع راسو .. مسح عرقو بضهر ايدو
كانت الرؤية مشوشة ..
تصادمت عينو بعين أمو وهي عم تبكــل أزرار قميصها و تبــكي، عم تحاول تستر لحمها الي بتتمنى بهي اللحظة تقطعو و تعطيه لكلاب الشوارع ..
سند إيدو على الحيط .. وقف على رجليه ..
مسحت دموعها و رتبت خصل شعرها ضحكت و شفايفها عم يرجفو .. ( امجد ؟ امي ؟ انت .. أنت .. ليش هون حبيبي ؟ )
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء الثـــاني
بـــــــــــــــعــــــــــــد مرور 14 سنة ..
بــغرفة بيضا بالكــامل .. فاضية إلا من كنبايه بيضا من نفس لون الحيطان والأرضية ..
كانت قاعده أمام لوحتها الجديدة .. تيابها غرقانين بالألوان المختلفة و خدها ملطخ باللون الأخضر بطل لوحتها الحالية.. وعيونها عم يبرقو بالحيوية والفرح
حطت فرشاية الألوان بتمها .. وضيقت عيونها بعدم رضى ..
اندق باب غرفتها وما جاوبت كانت عم تحاول تركز
فاتت جميلة وبإيدها كاسة عصير ليمون بالنعناع فريش ..
جميلة : يا خـــــانوم .. شو هاد !! إنتي لسه مو جاهزة ؟؟
رفعت إيدها و تمتمت بهدوء ( هــــــسسسس ) .. قربت جميلة باهتمام و فــضول و قفت جنب زينة و همست بصوت واطي : شوفي يا خانوم ؟
ما جاوبتها زينة .. كانت لسه عم تتمعن باللوحة ..
جميلة : بسم الله عليكي راح صوتك ؟ ما عاد تحكي ؟ .. التفتت على زينة ولقت الفرشايه بتمها .. سحبتها من تمها ورجعت سألت : شو في ؟
زينة بجدية : مصيبة ؟
ضربت جميلة على صدرها وبقلل سألت يا لطيف .. مصيبة شو ؟
زينة وهي عم تاكول بأظافرها ومتوترة ( اللوحة .. اللوحة فيها شي ناقص ، ما عم تكتمل .. ) رفعت إيدها مشان تحك شعرها .. بخفة وسرعه منعتها جميلة وهي عم تترجاها ( لا لا الله يوفقك هلأ بيخرب شعرك .. من الصبح وانا عم سرحلك ياه ما معنا وقت نرجع نرتبو ..
خلينا نطلع على غرفتك تبدلي تيابك )
زينة : بدل تيابي ؟ .. شعري ؟ .. لك ليش !
جميلة : ياربي تحمل معي .. يا خانوم اليوم جاي خطيبك يشوفك
تركت زينة كل شي من ايدها : آآآآآآآه صح .. خطيبي الي ما بعرفو .. معك حق كنت نسيانه .. انشغلت باللوحة
رجعت بسرعه مسكت جميله من كتافها و تطلعت على اللوحة : جميلة .. بترجاااااااااااكي ساعديني .. اتطلعي باللوحة شو ناقصها ؟
جميلة بارتباك : اه ؟ شو ناقصها ؟
زينة : انتي احكيلي .. شو حاسة بس تطلعي فيها ؟ اوصفيلي شعورك ؟ حـــاسة بالحب ؟ بالرومنسيه ؟ بالدفئ و الأمان ؟
جميلة بسذاجة : حب ؟ رومنسيه !يا خانوم انا بس شايفه ظلال ناس بخوفو و صحرا
زينة ضغطت على اسنانها و تطلعت بجميلة ورفعت حاجبها : ظلال ؟ انتي بتعرفي شو معنى انعكاس هي الصورة ؟ الأجساد صعب تتلاقى بس الظل ممكن بهرب ليلاقي حبيبو
ممممممممم ..
تركت جميلة و دارت حوالين حالها .. تحرك فستانها الوردي الناعم معها وخصل شعرها الأسود الطويل تناغمت مع حركتها .. ابتسمت .. غمزت لجميلة : خلص انسي
خلينا ننزل نجهز لاستقبال خطيبي !! ههههه يلا الحئيني انا نازله لعند امي
طلعت بخفه من الغرفة وجميلة تركض وراها : لا لا .. ما تنزلي بهل منظر لازم جهزك مره تانيه .. يا خانوم استني .. استنييييييييييييييي
*************************************************************
*************************************************************
*************************************************************
هـيــا : ايوه .. تمام تمام هيك ممتاز .. يعطيكون العافية .. الشغل ممتاز .. بتقدروا تنزلو لتحت وهلأ بنزل بعطيكون الحساب .. التفتت بعيونها عم تاخود نظرة آخيرة على الغرفة
حطت ايديها على خصرها وهمست : اكيد أمجد رح يحب اختياري و تصميم الغرفة الجديد ..
بلشو يطلعو العمال و رافقتهم جولي لتحت ..
كانت مرح عم تمشي بالممر وصادفت العمال نازلين لتحت .. رفعت اكتافها باستغراب وتابعت للغرفة .. حطت ايدها على طرف الباب و تسللت عيونها لجوا
مرح : هياااااااااا .. شو عااااااااااامله ؟
هيا : مروحة ؟ تعي تعي شوفي شو عملت !
مرح : ياااي .. كتيرررررر بتجنن الغرفة .. بس هيا .. أمجد رح يزعل كتير
هيا بثقة : لا لا انا متاكده انو رح يحب ذوقي بالأثاث و غرفة النوم .. حبيت غيرلو الديكور الو سنه ما نزل لعندنا زيارة فــ أكيد حابب يشوف شي جديد
مرح : وينها ريم ؟
هيا : قلت لجولي تطلعلها الأكل وتدير بالها عليها .. ادعي معي ما تسببلنا مشاكل بهاد اليوم المميز ..
مرح : اوكي انتو استمتعوا وانا عندي سهرة مع رفقاتي اليوم
هيا : سهرة !! رفقاتك ! لك واخوكي الي جاي من السفر ما بدك تستقبليه ؟
حركت تمها رافضة وبدون اهتمام تحركت بسرعه قبل ما تسمع تأنيبات هيا و فلسفتها الغير نافعه - بالنسبه الها - وهيا ارتفع صوتها وبعصبيه لحقت مرح
هيا : لك تعي لهون .. لك يا محنونة أمجد رح يزعل منك .. ياربي الله يرحمك يا أمي رحتي وتركتيلي هالمصايب هدول شو بدي اعمل بحالي ..
نزلت مرح على الدرج و تابعت طريقها للساحة الخارجية .. طلعت مفتاح سيارتها و ركبت ونزلت الشباك ( البي هيوشه ما تخافي اخوكي رايح بالأول لعند حبيبة القلب .. فــ أكيد رح يوصل لهون متأخر
بليز احكيلو مرح نايمة و الصبح بتشوفك .. بي باي حياتي )
رفعت صوت الأغاني و مرقت بسرعه خاطفه قدام عيون هيا ..
ضربت هيا جبينها : انا كيف نسيت انو رايح لعند خطيبتو بالأول ! لازم احكي لجولي تجهز حالها على العشا مو على الغدا ! بعدين ايمت بدو يعرفنا على خطيبتو السريه
راسي رح ينفجر ..
__________________________________________
نزل أمجد من سيارتو .. ببدلتو السودا و نظاراتو و هندامو الأنيق .. استقبلو أبو فراس بحفاوة واهتمام ( أهلا مهندس أمجد .. أهلا وسهلا .. تفضل تفضل )
أكتفى أمجد بابتسامة باهتة ..
ومشي بجانب أبو فراس لداخل البيت ..
وصلو على غرفة الإستقبال .. كان عم يلتفت حواليه بدون ما يحكي أي حرف
أبو فراس بارتباك شديد وخوف : ان شاء الله رحلتك ما تكون متعبه ؟ بتمنى يكون مزاجك رايق .. نحنا محضرينلك خروف محشي ..و. .و .. و بدنا نكسبك على الغدا معنا
مهندس أمجد ؟ .. أمجد بيك ؟
كان امجد عم يتفحص المكان ببرود و بملامح كلها هدوء .. ( وين زينة ؟ ) ضحك ابو فراس وطلع من جيبتو منديل .. مسح عرقو ( فوراً رح تكون هون ) قام من مكانو و طلع عم ينده
بصوت عالي ( جميلة .. استعجلي زينة .. بسرعه ! ) يا أم فراس وينك ..
وقف امجد وتوجه على الشباك ... فتح الستارة بإيدو وطلع سيجارة .. صار يسحب منها بشراهة .. ويتطلع وتمر ببالو ذكريات مضى عليها سنوات طويله ..
وفاء : ( أمجد ؟ .. شو جابك لهون ؟ .. من ايمت .. من ايمت جيت حبيبي ؟ )
رجع تهاوى امجد على الأرض .. قربت وفاء منو وحطت ايدها على شعرو بخوف .. ( شو في ؟ شبك ؟ ) غمض عيونو بقوة
وكان العرق عم يتصبب منو بطريقه غريبه .. حكي بصوت مبحوح ( ما عم اقدر وقف على رجلي .. ساعديني .. حاسس حالي انشليت امي .. ساعديني ) تذكر الموقف خلاه يتصبب عرق بذات الطريقه
حس وجع برجليه .. مسك بطرف الشباك بقوة كأنو خايفه يوقع بهي اللحظة كمان .. وانتشلو من ذكرياتو صوت انثوي منتظم وهادئ اجا من وراه
زيـــــــنة : أحم أحم .. عفواً يا مهندس بس انا الي ساعه هون
نكت السيجارة على طرف الشباك بعدين رماها على السجادة الحريرة الفاخرة وداسها برجلو ..
فتحت زينة عيونها على وسعهم و بغضب وبحده صرخت ( انت شو عم تعمل !!! شو قلة هالزوء !! ) ابتسم ونزل الستارة .. والتفت ليشوف شكل البنت الي عم تحكي بغضب وبعدائية
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء الثالث
مشي خطوات ثابته وابتسامة الواثق من نفسو باتجاها .. مقابل بعض تماماً .. رجعت خطوة لورا ،، تخربطت انفاسها و بلعت ريقها ..
مسكها من ايدها ورجعها
تطلعت زينة على إيدو الي عم تألم إيدها ( اتركني .. ما بسمحلك تلمسني بهي الطريقه )
ميل راسو لعند ادنها و بنفس هدوئو وابتسامتو ( شكلو الوالد ما فهمك انك صرتي الي ؟ )
بكل طاقتها سحبت ايدها .. وما سمحت لدموعها يوقعو من عيونها .. ابتسمت بتحدي و شفايفها عم يرجفو ( يبدو انت ما بتعرف انا بنت مين وبابا مين بيكون .. انا بــنـــت )
حط ايدو على تمها ( اوعي ، سدئيني مو لصالحك تزكريني انتي بنت مين بتكوني .. مو لصالحك .. )
ضغطت على ايدها ... و نظرات غضب و صدمه بينها وبينو .. حست حالها خسرت قدام القسوة و التحدي الي عم تشوفهن بعيونو
وطلعت بهدوء من الغرفة .. اول ما وصلت الدرج نزلت دمعتها وحطت ايدها على تمها ( انا بدي اتزوج هاد البني ادم !! ياربي شو عم يصير )
اخد أمجد مفاتيحو من على الطاولة وحط نظاراتو و طلع من البيت لحالو .. لحقو أبو فراس وهو عم يشغل سيارتو
أبو فراس ( أمجد بيك وين رايح .. امجد بيك )
تجاهل حكيو و ضل ماشي .. نزل شباك السيارة و رجع يدخن ..
وفاء بـــــخوف ( دكتور طمني .. شبو ابني ليش ما عم تتحرك رجلو ؟ شو صار )
الدكتور ( في شي مو مفهوم .. بس تطلع التحاليل ممكن نحكي حالياً ما عندي شي احكيه )
وفــاء ( الله يوفقك بس ريحني ، طمن قلبي ما عندي اي قوة اخسر ابني .. خلص هيك ابني ما عاد رح يمشي ؟ بهل بساطه ؟ )
بعد أسبوع من الفحوصات و التحاليل و الصور الطبيه .. اجمعو الأطباء انو أمجد ما بيعاني من اي مشكلة عضوية او مرض معين
شخصت حالتو تحت ما يسمى الشلل النفسي .. شلل مؤقت تتم معالجتو نفسياً .. حالة نادرة جداً يصاب بها الشخص نتيجة تراكم الضغوط النفسيه
التي تترافق مع الفقر و الإحساس بالنقص والظلم ، تتضرر الأعصاب بشكل مؤقت مما يتسبب بتوقف حركة أحد أعضاء الجسد يستعيد حركته خلال فترة مؤقته
يصاب به الأشخاص الحساسين بدرجة عالية ..
وفاء ( حبيبي .. الله يرضى عليك كول شي لا تتعبني اكتر من هيك )
فتل وشو على الجهة التانيه ، ما عم يقدر يتطلع بعيون امو .. كل ما تلتقي عينو بعينها عم يتذكر المشهد قدام عيونو مره تانيه
حط ايدو على رجلو وضغط بقوة و حكى بصوت واطي ( ما عم حس بشي )
هيا ( ما تخاف ما في شي انت رح تتعافى ورح ترجع توقف على رجليك )
أمجد ( ضروري وقف .. لان في ناس الي عندهم دين .. ولازم روح اخدو بأيدي )
تطلع بأمو ... هربت بعيونها منو وطلعت من الغرفة بسرعه ..
________________________________________________
زينة قاعده قدام مرايتها .. عم تسرح شعرها الحريري ... اشعة الشمس عم تغيب تدريجياً ... تركت المشط من ايدها و حطت ايديها التنتين على خدها
زينة : شو ناقصها اللوحة ... ليش حاسيتها بدون روح .. شو السبب .. اخدت معي وقت كتير وما عم اقدر بلش بلوحة جديدة قبل ما انهيها
ام فراس : زنزونة حبيبي عم تحاكي حالك ؟
قامت من على الكرسي و قعدت على تختها .. تناولت كتاب و جاوبت بدون اهتمام ( ايه امي .. عم حاكي حالي )
ام فراس ( ليش زعلانه ؟ )
زينة ( مو مهم )
قربت منها امها وحطت ايدها على شعر زينة وحكت بحب ( ما عجبك أمجد ؟ )
رمت زينة الكتاب ( أمجد أمجد أمجد .. كل الوقت عم تحكو عن امجد بيك ،، شو السر .. شو عم يصير .. ليش ابي معطي هاد الشخص اكبر من حجمو
كيف بدكن تخلوني اتجوز شخص ما بحبو .. لك ليييش )
أم فراس ( زينة انتي بدك تزعلي بابا ؟ ابوكي بيعرف مصلتحك اكتر منك )
زينة ( متل ما بدكن .. اصلاً مين سائل انا شو بدي )
باستها امها على جبينها برضى ( الله يرضى عليكي حبيبتي انتي )
ابتسمت زينة ورجعت مسكت الكتاب .. طلعت امها وسكرت الباب .. رمت زينة الكتاب عالباب بغضب و نزلت تحت الغطا وهي عم تبكي بقهر
أبو فراس بصوت واطي ( طمنيني مشي الحال ؟ )
أم فراس ( خلص قلتلك ما تشيل هم ، لا تخاف )
فرك ايديه ببعض و صاير روح ويجي وهو عم يحاكي حالو ( من شوي امجد اتصل .. الكلب بدو الأسبوع الجاي تكون زينة عندو انا مو قادر اعمل شي
كل اصدقائي تخلو عني .. بعد دما انحرقت مستودعات السجاد كل شي راح .. كل شي راح صفيت على الحديدة
انا ما بدي زت بنتي بهي الطريقة بس ما النا أي أمل إلا أمجد .. هو وعد يرمم المستودعات ويرجع يعبيهن سجاد من أجود الأنواع ويدعمنا لارجع عالسوق بقوة
بس انا خايف على البنت .. و ولادك فراس وقيس عم يطلبو حوللهن مصاري على امريكا وانا ما معي فرنك )
أم فراس ( ما تخاف ، الشب مصر عليها كتير معناها عاجبتو او بيحبها صح ؟ اكيد ما رح يزعلها .. اهم شي سمعتنا بالسوق
انا ورده خانوم ... انا مرت اكبر تاجر سجاد بالبلد .. مستعده ضحي بكل شي مشان سمعتنا واسمنا .. وزينة ترباية ايدي
الي بدنا ياه رح تعملو ما تخاف ) ..
أبو فراس ( أمجد .. ابن وفاء ... رضعان من امو القوة .. بس ابن الخدامة كيف صار بيك .. كييييييييف صار بييييييييييك )
ضرب بايدو الفازا الي على الطاولة ..
وقعت على الأرض وانكسرت مية قطعة ..
*********
وصل أمجد على الفيلا .. استقبلو البواب وسلم عليه .. مد امجد ايدو وسلم باحترام ..
ركضت هيا لحضنو و لفتو بين ايدها ( حبيبي الف الف الحمدلله على السلامة )
أمجد بلطف ( أهلين هيا .. الله يسلمك اختي .. وين ريم ؟ و مرح ؟ )
هيا بارتباك ( مرح !! اه ؟ .. اييييييه انت تاخرت وينك لهلأ ؟ مرح نايمة .. وريم بغرفتها )
أمجد ( رحت على مكتبة العم أبو محمد .. واخدنا الوقت و نحنا عم نحكي )
هيا ( خلص بتشوف البنات الصبح ، تعال نتعشى سوا و نحكي شوي )
مدلها امجد ايدو لتفوت قدامو ...
على طاولة الأكل .. كانو عم ياكلو و هيا عم تحكي بسرعه وبانسجام عن كل شي وكل التفاصيل و كل الأخبار
شو اشترت و وين راحت و وين سافرت و شو لبست ومع مين التقت وامجد عم يسمع للحكي و ياكول
استدركت هيا بخجل ( بعتزر .. نسيت انك ما بتحب الحكي على الأكل بس مشتائتلك كتير )
ابتسم وتابع الأكل بدون ما يجاوب
هيا ( امممم .. طيب كيف خطيبتك ؟ ايمت بدك تعرفنا عليها ؟ )
حط الشوكة والسكين من ايدو .. رفع المنديل و مسح ايديه و حطو من ايدو
شبك اصابعو ببعض و تطلع بهيا دقائق صمت .. بعدين وقف و استأذن منها ..
( الأسبوع الجاي رح تيجي .. جهزولها الغرفة الصغيرة .. الي بجنب المطبخ )
طلع الدرج بسرعه وهيا مصدومه ( الغرفة الصغيره !! ليش مو بغرفتو !! )
قامت من مكانها وركضت وراه ( امجد .. اخي استنا الله يرضى عليك .. الغرفة هي فيها كراكيب وما بيفوتا شمس .. ليش بدكن تقعدو فيها ؟ )
أمجد ( هي رح تقعد فيها .. ريم صاحيه ؟ )
هيا باستسلام ( اي صاحيه )
التفت امجد على هيا و بملامح مستاءة ( قولي لمرح بس تيجي انو في بيني وبينها حديث طويل .. و تصرفاتها مرفوضه تماماً .. )
فتح باب غرفة ريم و فات .. وترك هيا برا مصدومة منو ومزعوجة كتير ..
بغرفة ريم كان عتمه كتير .. كانت متكومة على حالها بالزاوية وعم تلعب بشعرها وتطلع بالسقف
قرب منها أمجد ومسك ايدها وباسها ( كيفها اميرتي ؟ )
( هششششششش هششششششش وطييييييييي وصتتتتتتتتتك )
أمجد ( حاضر حاضر )
ريم ( ابني نايم هلأ نيمتو .. لا تصحوه )
أمجد حط ايدو على تمو ( خلص متل ما بدك ... يلا تعي خليني نيمك )
تمددت ريم و ضمت رجليها لصدرها وعيونها لسه مركزين بالسقف ( وين ابني ؟ سرقو ابوه ؟ )
غطاها امجد بحب .. باس جبينها وطفى الضو ( لا هلا بجيبلك ياه .. محدا بياخود ابنك منك .. )
مسكت ريم ايديه بأمل ( عنجد عنجد بدك تجيبلي ابني ؟ ) .. تحولت ملامحها لحزن وصارت تبكي ( جيبولي ابني .. بدي ابني )
كان قلبو عم يعتصر من الألم على اختو الي جوزها اول ما ولدت اخدلها ابنها وهرب فيه ، ومن وقت وهي بهي الحالة .. ساعات بتكون بوعيها
وساعات بتصير تدور على ابنها بجنون .. وساعات بتكون تلاعبو وتضحك معو ..
ضل قاعد جنبها عم يحكي معها لارتاحت ونامت ... بهدوء طلع من الغرفة .. سكر الباب شوي شوي ..
فات على مكتبو .. قعد ورا الطاولة ... وطلع ورقة وقلم .. وبلش يكتب ..
(( وفاء .. أنا حقاً سعيد أنك الآن في السماء .. فهذه الأرض أضعف من أن تحتمل روح طاهرة كروحـــك
منذ الأزل و الملائكة تسكن بالسماء لانها أنقى ، لا أعلم كيف و متى سقطتي إلى الأرض .. لكن أنا على عهدي أن كل من ألحق بك الأذى
سوف يدفع الثمن .. كوني بخير أمي .. )) #مال_الشام
زت القلم من ايدو .. طلع سيجارة و توجه على الشباك .. شاف سيارة مرح عم تصف وفاتت تركض على البيت .. تمتم بغضب ( شو في وراكي يا مرح .. )
بـــــــعـــــــــد أسبوع كامل من التجهيزات والتحضيرات ... تم عقد قران زنة على أمجد بدون أي احتفالات و جمعات حتى للمقربين والأصدقاء
رفض أمجد أي نوع من أنواع الفرح ... وأبو فراس كان مطيع جداً وما عم يعترض على أي شي ...
نزلت زينة على الدرج بفستان أسود طويل .. بدون اي ذرة مكياج ... و رافعه شعرها الأسود باهمال ..
وقف أبو فراس و ام فراس و جميلة و أمجد تحت الدرج عم يراقبوها كيف نازلة وهي عم تبتسم
أبو فراس بهمس ( شو هاد ؟ أنا مو جبتلها فستان عرس ابيض ؟ )
أم فراس بخوف ( ما ... ما بعرف ... انا جهزتها منيح أكيد هي عملت هيك بعد ما طلعت انا من الغرفة ، الله يستر وما يعصب امجد )
وصلت زينة لتحت و وقفت قدام أمجد و ابتسمت بقوة بس كانو عيونها مبينين منفخين من البكي .. والقوة الي عم تظهرها كانت مكشوفة انها مصطنعة
مسك أمجد إيدها وباسها ( العروس بتلبس أبيض مو أسود )
قربت منو بصوت هادي ( العروس ... نحنا هون مو بعرس حبيبي )
رفع عيونو وتطلع فيها .. كانت جميلة ... حتى بحالتها هي وبغضبها هاد كانت حلوة خصل شعرها الهاربة على كتفها ..
عيونها الواسعه الي فيهن لمعة وثقة ..
وهدوئها الي بيزيدها فتنة و جمال ..
أمجد ( تـــــــــفـــــــــضلي .. )
التفتت زينة على ابوها وامها .. باست ايدهن و ودعتهن .. و ودعت نعيمة الي كانت عم تبكي بحرارة ..
وطلعت مع أمجد بسيارتو ..
طول الطريق كانت زينة رافعه راسها و عم تطلع لقدام و عيونها ثابته وهاديه ..
سكت امجد وما بادر بأي كلمة ...
كان طريق طويل و ممل ..
مرح و هيا وريم و جولي باستقبالهم ... لابسات اجمل الملابس و جولي ماسكه ريم وعم تهتم فيها و كل شوي ترجع تشرحلها انو امجد تجوز وجايب عروستو
بس بينت عليهم سيارة امجد .. وقفو باستعداد وفرح ..
مرح بحماس ( ياي اخيراً بدنا نشوف ست الحسن .. يارب تكون حبابه و بتحب الموضه والمغامرات مشان صير انا وياها رفقات )
هيا بحزم ( مرح اسكتي ... )
رفعت مرح عيونها و حركت تمها ( اوكي )
وقفت السيارة .. انطفت الأضوية و نزل أمجد منها على عجل ..
أمجد ( شو يا جماعه شبكن ليش متجمعين ؟ )
هيا ( شو ليش متجمعين ؟ بدنا نستقبل عروستك ! )
اخدت زينة نفس عميق .. فتحت باب السيارة و نزلت وهي مبتسمة
شهقت مرح ( ييييييي لابسه اسود )
تجاوزهم أمجد و ضل فايت على البيت ( جولي فوتي غراضها و خديها على غرفتها انا طالع نام .. )
جولي باستغراب ( حاضر يا بيك )
زينة ( غرفتي ؟ ا) .. رفعت فستانها و شلحت الكعب من رجلها و ركضت ورا أمجد بخوف .. ( أمجد استنا .. أمجد وين رايح ؟ )
وقف مكانو وبدون ما يلتفت عليها ( نعم ؟ )
زينة وهي عم تطلع حواليها بتردد ( وين تاركني ؟ خدني معك )
أشرلها بايدو على الغرفة ( مبدئياً غرفتك هون .. انا عندي شوية شغل بدي خلصو ونام .. ومنحكي بعدين )
زينة ( شو يعني منحكي بعدين فهمني شو القصة )
تابع طريقو وطلع على الدرج . همس بصوت واطي ( لسه ما شفتي شي يا بنت ابو فراس .. )
وقفت زينة بمكانها عم تطلع حواليها .. بيت ضخم .. اكبر من بيت اهلها بكتير .. مو عارفه وين تروح .. بدها تلحق امجد وخايفه
حست حدا حط ايدو على كتفها ..
ريم ( شفتيلي ابني شي ؟ .. ابني معك صح ؟ .. هاتي ابني وليه .. هاتي ابنييييييي )
#يتبع
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء الرابع
بحديقة البيت .. تحت شجرة كبيرة جداً ... كانت زينة متمدده و حاطه كتاب فوق وشها .. اجت هيا من بعيد عم تركض وتنده بصوت عالي ( زينة زينة .. الحقي )
تنهدت بهدوء وما جاوبت .. قعدت هيا جنبها وكانت عم تلقط نفسها و هي مكركبة كتير
زينة ( شو في هيا ؟ )
هيا ( ولك لسه نايمة .. قوي قومي .. جوزك جاي اليوم )
تنهدت زينة وملامحها متخبيه تحت الكتاب .. ماقدرت هيا تعرف ازا فرحت زينة بهل خبر او لا .. جاوبت زينة ببرود ( طيب ؟ شو اعمل )
هيا ( زينة حبيبتي ما تعملي هيك .. قومي زبطي حالك رتبي وضعك اكيد رح تفوتي على قلب امجد ، انا علمتك شو تتصرفي تلحلحي .. )
مدت زينة ايدها وشالت الكتاب .. رفعت شهرها و ركنتو على جذع الشجرة .. رفعت عيونها للسما و تسائلت ( كأنو الجو شوب اليوم ؟ خلي جولي تعمللنا ليمون بالنعناع )
هيا فتحت عيونها على وسعهن ( فظيعه .. ما معقولة شو باردة انتي .. عم قولك جوزك جاي اليوم )
التقطت زينة ورقة شجر علقانه بشعرها وبلشت تنظفو باهتمام ( جوزي الي تاني اسبوع من عرسي سافر ، ما قعدت معو ولا بعرف عنو شي.. اليوم بكون صرلو غايب سنه وسبع شهور .. مابعرف عنو شي ولا هو بيعرف عني شي .. يعني ما بهمني امرو ولا بيهمو امري )
حطت هيا ايدها على كتف زينة عم تواسيها ( حبيبتي انتي لازم تعذريه ، قلتلك امجد ما بيشبه اي رجال بهل دنيا .. مرق بظروف صعبه جداً .. أمجد عاش مشلول لمدة شهرين كاملين نتيجة
الضغط النفسي و صدمة عصبية مرق فيها ، بتعرفي ؟ انا لهلأ ما بعرف شو نوع الضغط الي تسببلو بشلل رجليه .. أمجد صعب كتير .. ممم كيف بدي احكيلك
يعني شو في هو متل العصار ... فجأة بيثور و فجأة بيختفي .. وما بتعرفي شو بيصير بقلبو .. لازم تتعاملي معو بحذر )
زينة ( هيوش .. جبتيلي لوحة الرسم الي طلبتها منك ؟ ) .. نزلت عيونها بالأرض وبحزن كملت حكيها ( بما انو ممنوع علي اطلع من البيت ، ممنوع شوف اهلي ، ممنوع حدا يزورني .. ممنوع اعمل اي شي .. لهيك طلبتهن منك
الي من لما جيت على هاد البيت ما رسمت .. اشتقت كتير للالوان و الرسم )
هيا بتردد ( انا .. انا اسفه .. بس انا سألت امجد ازا ممكن جيبلك لوحة والوان و عصب ومنعني .. )
وقفت زينة واخدت نظرة حواليها .. مسدت على ملابسها بهدوء ( عادي .. بس على فكرة اخوكي ضعيف كتير .. مخبول )
مشيت خطوتين و وقفت هيا بصوت حاد و جدي جداً ( زينة لو سمحتي التزمي حدودك .. ما بسمحلك تحكي عن امجد مجنون بغض النظر عن ظروفك ومعاناتك الي عم تعيشيها .. يمكن ما حدا بيعرف ليش أمجد عم يعمل فيكي هيك
بس اكيد عندو سبب .. وانا ما بتحمل تسيئيلو بوجودي )
تابعت زينة طريقها وردت ( سوري منك هيا بس انا ما قلت مجنون .. قلت مخبول ههه )
فاتت على البيت و ندهت بصوت عالي ( جولي جيبيلي عصير بالليمون على غرفتي )
نزلت مرح باستعجال وضربت بكتف زينة
مرح ( ييييييي علينا وين ما رح بلاقيكي بوشي بعدي هيك )
زينة ( عفواً منك مرح خانوم .. ان شاء الله بتحول لظل مشان ما اخود حيز من بيتكم العظيم .. )
فاتت على غرفتها .. سكرت الباب .. وقعدت على التخت .. صارت تلعب باصابعها و لمعت
دمعة بعيونها ( جاي اليوم ؟ .. اشتئتلو كتير .. انا ليش هيك بحبو .. )
مدت ايدها لتحت المخده و طلعت صورة أمجد .. تأملتها شوي و دق باب الغرفة .. بسرعه البرق خبتها تحت الغطا ( تفضلي )
فاتت جولي ومعها كاسة عصير ليمون بالنعناع ( تفضلي يا خانوم )
زينة ( اوووعي امجد يسمعك وانتي بتقليلي خانوم يمكن يئلعك من البيت ههههه )
جولي بابتسامة تعاطف ( معليه ست زينة طولي بالك .. أمجد بيك ما في اطيب من قلبو وهو اكيد بيحبك )
التفتت زينة باهتمام ( بحبني ؟ شو بخليكي تحكي هيك وانتو كلكن شايفين معاملتو الي ؟ أمجد تزوجني ليحبسني .. ليمتلكني .. ممم ليعزبني بس ما بعرف شو السبب )
تهربت جولي من الجواب و طلعت من الغرفة .. رمت زينة حالها على التخت و تطلعت بالسقف ... ( بيحبني ؟ ... مممم .. مجنونة )
كانو الكل بالبيت بحالة استنفار ... تجهيز وتحضيرات لاستقبال أمجد الي بينزعج من اي اهمال او اي فوضى .. الكل حاضرين وملتزمين بالقواعد
وريم بغرفة زينة ... ما كانت تنام الا عندها وما بتضحك إلا معها .. زينة الوحيده الي عرفت مفتاح واسرار ريم و قدرت تتعامل معها
ريم ( زينة احكيلي كمان حكايه الله يوفئك .. ابني بحب حكاياتك كتير حبابه )
زينة ( حاضر .. احكيلك حكاية الأميرة النائمة ؟ )
حطت ريم راسها على رجلين زينة وضحكت ( نايمة ؟ ايمت بدها تصحى ؟ )
زينة ابتسمت بحب ( كــــــان يا مكان .. في قديم الزمان .. كان في مملكة كبيرة كتير .. فيها ملك و ملكة .. واجتهن بنوته متل القمر )
ريم ( متل ابني لما اجى .. كان متل القمر )
سكتت زينة بألم .. لعبت بشعرات ريم بكل حنية و حب وتابعت ( قررو يعملولها حفلة ضخمة ويعزمو عليها كل الساحرات بالمملكة .. وبعدين )
انفتح باب الغرفة بسرعه .. وقفت جولي وهي عم تتنفس بسرعه وملامحها مخطوفة ( أمجد بيك وصل .. اطلعو بسرعه )
قامت ريم بتردد ( زينة .. نطلع ؟ )
زينة ( ايه حبيبتي .. انتي اطلعي .. انا تعبانه وبدي نام )
جو
الجزء الرابع + الخامس + السادس
بحديقة البيت .. تحت شجرة كبيرة جداً ... كانت زينة متمدده و حاطه كتاب فوق وشها .. اجت هيا من بعيد عم تركض وتنده بصوت عالي ( زينة زينة .. الحقي )
تنهدت بهدوء وما جاوبت .. قعدت هيا جنبها وكانت عم تلقط نفسها و هي مكركبة كتير
زينة ( شو في هيا ؟ )
هيا ( ولك لسه نايمة .. قوي قومي .. جوزك جاي اليوم )
تنهدت زينة وملامحها متخبيه تحت الكتاب .. ماقدرت هيا تعرف ازا فرحت زينة بهل خبر او لا .. جاوبت زينة ببرود ( طيب ؟ شو اعمل )
هيا ( زينة حبيبتي ما تعملي هيك .. قومي زبطي حالك رتبي وضعك اكيد رح تفوتي على قلب امجد ، انا علمتك شو تتصرفي تلحلحي .. )
مدت زينة ايدها وشالت الكتاب .. رفعت ضهرها و ركنتو على جذع الشجرة .. رفعت عيونها للسما و تسائلت ( كأنو الجو شوب اليوم ؟ خلي جولي تعمللنا ليمون بالنعناع )
هيا فتحت عيونها على وسعهن ( فظيعه .. ما معقولة شو باردة انتي .. عم قلك جوزك جاي اليوم )
التقطت زينة ورقة شجر علقانه بشعرها وبلشت تنظفو باهتمام ( جوزي الي تاني اسبوع من عرسي سافر ، ما قعدت معو ولا بعرف عنو شي.. اليوم بكون صرلو غايب سنه وسبع شهور .. مابعرف عنو شي ولا هو بيعرف عني شي .. يعني ما بهمني امرو ولا بيهمو امري )
حطت هيا ايدها على كتف زينة عم تواسيها ( حبيبتي انتي لازم تعذريه ، قلتلك امجد ما بيشبه اي رجال بهل دنيا .. مرق بظروف صعبه جداً .. أمجد عاش مشلول لمدة شهرين كاملين نتيجة
الضغط النفسي و صدمة عصبية مرق فيها ، بتعرفي ؟ انا لهلأ ما بعرف شو نوع الضغط الي تسببلو بشلل رجليه .. أمجد صعب كتير .. ممم كيف بدي احكيلك
يعني شو في هو متل العصار ... فجأة بيثور و فجأة بيختفي .. وما بتعرفي شو بيصير بقلبو .. لازم تتعاملي معو بحذر )
زينة ( هيوش .. جبتيلي لوحة الرسم الي طلبتها منك ؟ ) .. نزلت عيونها بالأرض وبحزن كملت حكيها ( بما انو ممنوع علي اطلع من البيت ، ممنوع شوف اهلي ، ممنوع حدا يزورني .. ممنوع اعمل اي شي .. لهيك طلبتهن منك
الي من لما جيت على هاد البيت ما رسمت .. اشتقت كتير للالوان و الرسم )
هيا بتردد ( انا .. انا اسفه .. بس انا سألت امجد ازا ممكن جيبلك لوحة والوان و عصب ومنعني .. )
وقفت زينة واخدت نظرة حواليها .. مسدت على ملابسها بهدوء ( عادي .. بس على فكرة اخوكي ضعيف كتير .. و اجدب )
مشيت خطوتين و وقفت هيا بصوت حاد و جدي جداً ( زينة لو سمحتي التزمي حدودك .. ما بسمحلك تحكي عن امجد اهبل بغض النظر عن ظروفك ومعاناتك الي عم تعيشيها .. يمكن ما حدا بيعرف ليش أمجد عم يعمل فيكي هيك
بس اكيد عندو سبب .. وانا ما بتحمل تسيئيلو بوجودي )
تابعت زينة طريقها وردت ( سوري منك هيا بس انا ما قلت اهبل .. قلت اجدب ههه )
فاتت على البيت و ندهت بصوت عالي ( جولي جيبيلي ليمون بالنعناع على غرفتي )
نزلت مرح باستعجال وضربت بكتف زينة
مرح ( ييييييي علينا وين ما رح بلاقيكي بوشي بعدي هيك )
زينة ( عفواً منك مرح خانوم .. ان شاء الله بتحول لظل مشان ما اخود حيز من بيتكم العظيم .. )
فاتت على غرفتها .. سكرت الباب .. وقعدت على التخت .. صارت تلعب باصابعها و لمعت
دمعة بعيونها ( جاي اليوم ؟ .. اشتئتلو كتير .. انا ليش هيك بحبو .. )
مدت ايدها لتحت المخده و طلعت صورة أمجد .. تأملتها شوي و دق باب الغرفة .. بسرعه البرق خبتها تحت الغطا ( تفضلي )
فاتت جولي ومعها كاسة عصير ليمون بالنعناع ( تفضلي يا خانوم )
زينة ( اوووعي امجد يسمعك وانتي بتقليلي خانوم يمكن يئلعك من البيت ههههه )
جولي بابتسامة تعاطف ( معليه ست زينة طولي بالك .. أمجد بيك ما في اطيب من قلبو وهو اكيد بيحبك )
التفتت زينة باهتمام ( بحبني ؟ شو بخليكي تحكي هيك وانتو كلكن شايفين معاملتو الي ؟ أمجد تزوجني ليحبسني .. ليمتلكني .. ممم ليعزبني بس ما بعرف شو السبب )
تهربت جولي من الجواب و طلعت من الغرفة .. رمت زينة حالها على التخت و تطلعت بالسقف ... ( بيحبني ؟ ... مممم .. مجنونة )
كانو الكل بالبيت بحالة استنفار ... تجهيز وتحضيرات لاستقبال أمجد الي بينزعج من اي اهمال او اي فوضى .. الكل حاضرين وملتزمين بالقواعد
وريم بغرفة زينة ... ما كانت تنام الا عندها وما بتضحك إلا معها .. زينة الوحيده الي عرفت مفتاح واسرار ريم و قدرت تتعامل معها
ريم ( زينة احكيلي كمان حكايه الله يوفئك .. ابني بحب حكاياتك كتير حبابه )
زينة ( حاضر .. احكيلك حكاية الأميرة النائمة ؟ )
حطت ريم راسها على رجلين زينة وضحكت ( نايمة ؟ ايمت بدها تصحى ؟ )
زينة ابتسمت بحب ( كــــــان يا مكان .. في قديم الزمان .. كان في مملكة كبيرة كتير .. فيها ملك و ملكة .. واجتهن بنوته متل القمر )
ريم ( متل ابني لما اجى .. كان متل القمر )
سكتت زينة بألم .. لعبت بشعرات ريم بكل حنية و حب وتابعت ( قررو يعملولها حفلة ضخمة ويعزمو عليها كل الساحرات بالمملكة .. وبعدين )
انفتح باب الغرفة بسرعه .. وقفت جولي وهي عم تتنفس بسرعه وملامحها مخطوفة ( أمجد بيك وصل .. اطلعو بسرعه )
قامت ريم بتردد ( زينة .. نطلع ؟ )
زينة ( ايه حبيبتي .. انتي اطلعي .. انا تعبانه وبدي نام )
جولي بانفعال ( لا لا انتي لازم تنزلي كمان ما بدنا مشاكل الله يوفئك .. يلا )
وقفت زينة بتحدي ( انا مو طالعه .. خدي ريم وسكري الباب )
جولي ( يا خانوم !! )
مدت زينة ايدها واشرت لجولي تطلع لبرا ( خدي ريم وتفضلو .. )
ريم ( بالاول كمليلي الحكاية )
حطت ايدها على خد ريم ( يا البي روحي شوفي اخوكي وتعي لنكمل الحكاية وننام )
ريم فتحت عيونها على وسعهن ( اخي !! يمكن جابلي ابني معو .. يااااي ابني اجا ابني اجا )
ركضت ريم لبرا و جولي لحقتها وعم تقلها ( على مهلك ريم .. على مهلك يا خانوم )
سكرت زينة الباب وتوجهت للمرايا .. مسكت خصل شعرها ..
كان شعرها اسود طويل .. فيه ثنيات بنهياتو .. موجات متل موج البحر بتبدأ من وسط خصرها لنهاية أطراف شعرها
عيونها سود وساع مكحلين .. و رموش طوال متل الحراس .. خدودها بلون الورد .. وبشرتها صافيه متل زهر الياسمين ..
تحركت لعند الشباك .. فتحت شق صغير وضلت ناطره وصلت أمجد .. بس شافت سيارتو وصلت انقبض قلبها ..
نزلو دموعها بغزارة .. نزلت الستارة وركضت على تختها ... طفت الضو وتخبت تحت الغطا ..
بعد عشر دقايق انفتح باب غرفتها .. كانت مفتحه عيونها تحت الغطا و عم تتنفس بصعوبة .. وبلش جسمها يرجف ..
قعد جنبها على التخت ... تمدد جنبها ... من ريحة العطر عرفت انو هاد امجد ..
غمضت عيونها بخوف كبير ..
أمجد ( في وحده محترمة ما بتطلع بتسلم على جوزها الي جاي من السفر تعبان ؟ )
عضت على شفايفها وحاولت تخبي انفاسها ..
أمجد ( هلأ أنا فعلياً .. أي حيوان كـــ حد أقصى بياخود معي شهر وبيتروض ... انتي شو قصتك)
سحب الغطا بشكل مفاجئ وبقوة كبيرة .. ارتعبت زينة وصرخت بخوف
أمجد ( له له له طلعتي صاحيه ، وانا الي مفكرك نايمة )
تطلعت فيه نظره كلها غضب و احتقار و خصل شعرها تناثرت على وشها.. قدام نظرتها حس بشي هز مشاعرو
بايدو مسك خدها بقوة كبير ( اكسري عينك لما تطلعي فيني )
زينة ( مو بنت ابو فراس الي بتكسر عينها )
و كأن الكلمة ضربت على الوتر .. ضربت على الجانب البشع بأمجد .. ضربت على الجزء الي ما لازم تزكرو فيه
زاد ضغطو على وشها بقوة كبيرة .. قرب منها ... اختلطت انفاسها بأنفاسو
زينة ( آآآه .. اتركنييي )
نزلت دمعها من طرف عينها ..
أمجد ( أبو فراس الي باعك ؟ )
زينة ( فشرت .. ما باعني .. انا تجوزتك برضاي )
أمجد ( ليش ؟ عادي مشان المصاري بتبيعي حالك ؟ )
زينة ( لأ ... انا شبعانه مصاري .. انا بنت عز .. )
ترك وشها لما لاحظ على حالو آلمها كتير .. قرب منها أكتر .. حط ايدو تحت خصرها و سحبها لعندو .. وبايدو التانيه بعد شعرها عن وشها
أمجد ( لكن ؟ ليه وافقتي ؟ )
بلعت ريقها .. زادت دقات قلبها وصعب عليها تحكي .. ريحة عطرو اربكتها
تطلعت بعيونو .. كان يتطلع عليها بثبات وبقوة .. قرب منها أكتر ... وباسها على خدها بلطف .. وهمس ( احكي )
تماماً نفس ما عمل قبل بليلة من سفرو ... الدقايق الي خلتو ياخود قلبها ويسافر قبل سنه ونص
زينة ( ليش هيك بتعمل ؟ شو في ببالك ؟ )
أمجد ( بكير حبيبتي بكير )
انسحب بهدوء .. ما كانت عم تسدء انو رجع بعد عنها بعد هي اللحظات .. ما كانت عم تسدء انو قبل ثواني كان جنبها .. لا مو جنبها
كان بحضنها .. و ببساطه راح
سكر الباب وهي قامت انتفضت و حاولت تتنفس .. شغلت الضو و تناولت كاسة المي ..حررت دموعها و كتمت صوتها بايدها
وقف هو على الباب و ضرب الحيط بأيدو ( غبي ... انت واحد غبي .. بكفي تضعف أمام رغباتك .. ركز )
طلع بسرعه على الدرج ورفض يتعشى مع خواتو ... بسرعه فات على مكتبو وسكر الباب وراه
مرح بملل : منيح هيك ؟ ضليتكن تقولولي ما في اطع اسهر مشان استقبل أمجد بيك .. وليكو طلع وتركنا
هيا بحزم : اسكتي بلا نق ، قومي خدي ريم على غرفة زينة واطلعو نامو يلا .. كل واحد على غرفتو
قامت من مكانها بعصبية ( لنشوف شو اخرتها مع امجد )
مكتبو كان طافي الضو .. باستثناء ضو خافت وبسيط فوق مكتبو .. حاطط ورقة وقلم .. عم يدخن .. ويكتب
(( إلى من علمتني كيف أحب .. كيف أكبر .. كيف أكون قوياً .. ليتك تعودين لتعلميني .. كيف أعيش .. كيف أنسى .. كيف أضعف
كيف أعود إنساناً ... ليتك تعودين لحظة واحدة .. ذهبتي مبكراً يا وفاء .. ليتك انتظرتي دقائق قليلة .. مشتاق لك بحجم السماء
بحجم كل الحب في هذه الأرض .. أو دعينا نقول بحجم كل الكره في هذه الأرض .. كوني بخير ))
#مال_الشام
رمى القلم ... دار بالكرسي على الجهة التانية ... واجهة زجاجية كبيرة كانت بتطل على حديقة الفيلا .. كلها أضواء ملونة
رجع بذكرياتو ..
أبو محمد ( شو يا بطل .. أمك بتقول ما بدك ترجع على المدرسة )
أمجد بحزن ( انا ما عاد عندي رجلين أرجع فيهم على المدرسة )
أبو محمد ( مؤقتاً .. ولوقت تقدر ترجع تمشي وتروح على مدرستك لازم تستغل وقتك )
أمجد ( انا لازم ارجع امشي بس مو مشان المدرسة ، بدي قوم على رجلي مشان انتقم )
أبو محمد ( تنتقم ؟! )
أمجد ( انتقم من شخص أذى أمي ، تخيل في انسان سمحتلو حقارتو يئذي امي ؟ هو ما بيعرف انو انا مستعد احرق الدنيا مشان امي
ما بيعرف انو هي وفاء .. هي وفاء مرت ماجد .. هي الغالية .. بكاها يا معلمي بكاها )
أبو محمد ( كيف بدك تنتقم ؟ )
ضرب امجد رجلو بقوة ( ما بعرف .. بدي .. بدي شي اكتر من الموت .. بدي عزبو اكتر .. بتعرف ؟ بدي .. بدي اخود كل شي بيحبو
بدي اخود كل شي غالي عليه .. بس كيف ؟ كيف ؟ )
أبو محمد سكت شوي .. قرب من أمجد وتطلع بعيونو مباشرة ( صفة الإنسان الرابح .. أو المنتصر هي قدرته على الصمود .. رغم كل شيء .. وأعني .. قدرته على الثبات .. التحمل .. إن الاصرار .. هو القدر على مواجهة الهزيمة إثر الهزيمة .. دون التخلي عن الهدف .. والقدر على الاندفاع في مواجهة المصاعب الشديدة .. مع الإيمان .. بأن النصر .. سيكون من نصيبك .. الإصرار يعني .. تحمل الآلآم لإجتياز كل عقبة .. وعمل كل ما هو لازم .. لتحقيق الهدف)
تطلع أمجد بعيون أبو محمد بعمق وتمعن .. وكلماتو عم تتكرر براسو ..
أمجد ( هدف ؟ .. انا عندي أهداف كتير .. عندي إصرار .. عندي شجاعة .. بس خايف .. خايف ما اقدر اعمل شي .. خايف ما اقدر احمي امي واخواتي
انا عم شوف الدنيا عم تجرحهن ومو قادر احميهن .. خايف .. خايف كتير )
حط أبو محمد ايدو على ايد امجد .. وشد عليها بقوة ( إزا بدك توصل .. لا تقول خايف .. إزا بدك تحميهن .. لا تفكر بالخوف .. وتزكر شغله
انا بظهرك يا ابني .. )
توسعت عيون امحد .. تمعن بملامح أبو محمد .. رنت الكلمة بأدنو .. ( أنا بظهرك يا ابني .. )
انفتح باب مكتبو وفات ضو خافت لعندو .. انزعج من الضو و حكى بصوت عالي ( انا كم مره نبهت ما حدا يفوت وانا .. )
قاطعتو زينة بصوت عم يرجف ( انا متزكرتك على فكرة .. متزكرتك ... )
ابتسم امجد و فتل بالكرسي عليها و اشرلها بايدو ( فوتي لنشوف... )
يتبع
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء الخامس
فاتت زينة بخطوات بطيئة…
رفعلها اصابعو و بصوت واطي جداً و هادئ ( سكري الباب وراكي) ..
ترددت للحظات…
تظاهرت بالقوة و بخفة رجعت سكرت الباب.. غمضت عيونها و رددت بداخلها ( ما تضعفي يا بنت،ما تخافي منو… ) .
تناول أمجد سيجارة اضافية و شغلها… نفخ بنفس طويل و تصاعد الدخان من بين شفايفو بغزارة ( هاتي شو عندك انسة زينة… شو متزكرة؟ ) …
باصابعها نظمت خصل شعرها و شبكت ايديها و مشت باستقامة و ثقة… ( أنا اول ما شفتك لما جيت لعندنا عرفت مين انته، كتير ابي ضل يحكيلي امجدو امجد و امجد، بس ابدا ما خطرلي انو امجد ذاتو الي بعرفو…)
أمجد باستهزاء ( لا شاطرة….زاكرتك قوية،، واضح عم تتغذي منيح بغيابي مو هيك؟ )
حطت ايدها على المكتب بنعومة و هدوء… و تطلعت بامجد منيح ( الولد الي كان يلبس بنطلون قماش بيج،وكنزة خضرا سادا… بيلبس نظارات طبيه سميكة… و بسرح شعرو ببساطة و براءة….)
مشت لورا المكتب و وقفت قدامو مباشرة و هو ما عم يتطلع فيها ( مع انو ما فيك اي شي من امجد الصغير…. بس عرفتك من نظرتك، أمجد.. عندك نظرة مميزة….لما ترفع تمك لجهة اليسار… و تعقد حواجبك بشكل بسيط… و يتجمع بعيونك حكي اكبر من انو ينوصف… كنت صغيرة...بس دائما كنت اتأملك لما تطلع بهي الطريقه… كتير كنت وقف قدام المرايا و حاول قلدك بس ما كانت تزبط معي… هي بصمتك الخاصه بالنسبه الي… بمقابلتنا الاولى عرفتك منها… ) ..
طفى سيجارتو بعدم اهتمام… ارتبكت زينة و حاولت تشدو اكتر بحديثها …. (( ماما وفاء كتير كانت تحكيلي عنك)) …
بهي اللحظة رجفت ايد امجد… سعل مرتين متتابعات… و نزل راسو اكتر و التزم الصمت…
مجرد تغير وضعية قعدتو شجعتها لتكمل…
نزلت لعند رجليه…. حطت ايديها على ركبتو و حطت خدها فوقهن… التفت امجد عليها باستغراب و قبل ما يحكي شي كملت ( كانت بس تشوفني عم ابكي تقلي حاج ما تبكي بدي اخدك تلعبي مع امجد… ههههه بس كانت تحكي اسمك لا اراديا ارجع حاول قلد حركتك… افتل تمي يمين و شمال و اشبك حواجبي ببعض… تمسح امك دموعي و تقلي شو عم تعملي؟ … كنت قلها امجد هيك بيعمل)
ابتسم امجد و حس فرحة خفية تسللت لقلبو لان استحضر وجود امو… كتير بحب يعرف كل تفاصيلها……
تنهدت زينة و قربت اكتر من امجد…( وقتا قالتلي لا لا مو هيك… و قلدتك كيف بتعمل و كتير كانت بتشبهك!! )
أمجد ( دائماً بحس حالي عايش بصراع.. بفكر انو كان لازم ما سافر و ابعد عنها… كان لازم ضل جنبها و اتحمل الفقر مقابل حس بحنيتها و دفاها… بس كنت مفكر حالي هيك عم اسعدها…جهزتلها هالبيت الكبير… بكيت دم بغربتي عنها… لما خلصت دراستي مسكني عم ابومحمد و قلي يلا...صار وقتك….هلأ فيك تطير… و مكان ما بتحس حالك رح تمتلك القوى هدي...هدي…. وارخي جناحاتك...و بس يشتد عودك ارجاع لهون… ارجاع قوي يا امجد… )
زينة ( ورجعت قوي؟)
أمجد ( رجعت و ما لقيتها…. و من وقتها ما عاد قادر ارجع ) …
غمض عيونو بألم…و استرجع اصعب لحظات حياتو..
امجد: الو؟ كيفك اختي؟ شو اخبارك؟ وصلوكن المصاري؟
هيا عم تكتم دموعها: ايه وصلو… كتر خيرك
امجد: ليش عم تبكي لك اختي؟ … الحيوان طليقك تعرضلك شي؟ انا دفعتلو مصاري… حولتلو مبلغ كبير و وعدني ما يعود يحكي بسيرتك قدام حدا بالعاطل و يعترف انو طلقك لانو حقير ما لانك عايبه لا سمح الله …
شهقت هيا و هي عم ترجف: لا تئبرني ما مشان قصي…
اخي انت لازم تنزل لهون بسرعه...بكرا لازم تكون هون احجز بسرعه و تعال لهون
امجد بتوتر: هيا الله يرضى عليكي احكي متل الخئ.. ريم عم تعزبكن؟ مو قلتلكن تاخدوها على طبيب نفسي…
انفجرت هيا بكي و صارت تصرخ بصوت عالي: لك امك….امككككك
انقبض قلبو و حس بقشعريرة بجسمو… وقع الخبر عليه متل الصاعقة… بصعوبة دبر حجز الصبح مكان شخص لاغي حجزو… و وصل هنيك ليلاقي وفاء الي سافر كرمالها… وتعب كرمالها…. و قوي كرمالها…. راحت و تركتو…
نزلت دمعة من عين امجد وهو عم يتذكر هديك اللحظات… رجع راسو لورا وغمض عيونو ( يااااا الله… حادث سيارة…!!! كانت راجعة بسيارة اجرة… انا متاكد انها كانت خايفه… بتزكر و انا صغير وقت كنا نطلع بالميكرو سوا كانت تضل ماسكة الاستغفار و تراقب الطريق و بس يسرع السائق تقلو الله يوفئك اخي على مهلك… كان يعصب منا و يقلها انزلي ازا مو عاجيك…تخيلي… تخيلي هي ماتت وهو عاش!!! .. بس انا خليتو يشتهي الموت كل يوم و كل ساعه و كل دقيقه….بعد كم شهر لما رجعت لوعي و قررت اني اخود حق وفاء بعد موتها بما اني ما قدرت اسعدها وهي عايشه.. حاسبتو… و ابوكي… كمان لازم يتحاسب… ) …
فتح عيونو و تطلع عليها كانت لسه حاطه راسها على رجلو و ما حكت شي…
تزل راسو و انحنى باتجاها… ( سمعتي شي صعب كتير صح؟ مو قادرة تردي؟)
ضلت ساكته وما جاوبت… حرك رجلو شوي و وزحلت ايدها…
امجد ( نايمه!!! ) ….
رجع كرسيه لورا و نزل على ركبتو.. حط وشها بين ايديه ( زينة… يا زينة) …
نزل ايدو تحت خصرها و حملها بين ايديه… كان بقمة ارتباكو…. عم يتامل ملامحها و يتزكر زينة الصغيرة…
_________________
امجد امجد نزلنييييي حباب…
ضحك كتير و ضل حاملها على كتافو و عم يفتل فيها و هي تعيط عليه و تقلو نزلني
زينة (( ماما وفاااااء…. يا ماماااا تعي شوفي امجد))
طلعت وفاء تركض من جوا و حطت ايدها على تمها ( وطو صوتكن… امجد نزلهاااا) …
حرك امجد تمو لليسار و شبك حواجبو… ضل حاملها على كتافو…
حطت ايدها على كتفو و حاولت تنزل راسها لتطلع بوشو… نزل شعرها بالمقلوب و ضربو عيونها بعيون امجد
امجد ( شبك وليه؟ )
ضحكت زينة اكتر ضحكة بريئة و حلوة على وش الارض… نزلها امجد و سالها ( لك ليش عم تضحكي؟ .. )
حطت ايديها الصغار على تمها و ركضت لحضن و فاء و حكت بدلال ( شفتيه كيف عمل؟ )
باستها وفاء و حملتها بين ايديها و فاتت فيها عالبيت… ( امجد روح عالبيت وحل وظايفك… بس ارجع بدي سمعلك)
حط ايدو بجيبتو و طلع من بيت ابوفراس وهو عم يفكر ( رح روح لعند العم ابو محمد...اصلا امي ما بتعرف تقرأ هي مفكرتني مابعرف بس انا شفتها مرتين وهي عم تسمعلي كانت حامله الكتاب بالمقلوب… ) ..
______________________________
نزل لتحت و فوتها على الغرفة… انحنى و حطها على تختها… و قبل ما يرفع راسو رجع قرب منها اكتر…
سحب ايديه و ارتكى فيهن على التخت… قرب اكتر لعند كتفها… تنفس بعمق… سحب نفس طويل…
غمر وشو اكتر …
انتبه انو زينة صحيت لما حس بحركة انفاسها عم تتصاعد…
كانت مفتحة عيونها و عم تحاول ما تبادلو اي تصرف او اي حركة….
همسلها ( شو اسم عطرك؟ ) …
حط ايدو تحت ضهرها و رفعها باتجاهو… ( بتعرفي شو مشكلتك؟ )
رفعت عيونها فيه….بكل ضعف و بكل استسلام لفتو بايديها…
زينة ( لا تروح… )
أمجد ( بعدك ما عم تفهمي اللعبة صح)
زينة ( انو لعبة؟ … خلينا نحل هالمشكلة… )
تمسكت فيه اكتر… تسارعت انفاسو… تمركزت عيونو عليها… قرب اكتر منها….
على مهل اصابعه نزلت على وجهها وبدا يتلمسو بلطف…
ابتسملها بحب…
حطت ايدها على دقنو… بعد لحظات…
باسها على جبينها و تركها و طلع…
ارتمت على التخت بحالة من الصدمة… ضربت جبينها بايدها… و حست بالندم لانها اعطتو فرصة اضافيه و سمحتلو يشعرها بالاهانة كمان مره…
طلع من البيت… ركب سيارتو و مشي… بدون وجهة و بدون مكان محدد… فتح شبابيك السيارة و ترك الهوا يفوت بقوة…
كانت انفاسو مرتبكة… (( لازم ارجع سافر باقرب وقت…ما بدي أأذيها هي…. انا هدفي ابوها…. ))
رن جوالو… ما كان بدو يرد بس لقى ابو فراس عم يتصل… فتح الخط و جاوبو
امجد: الو
ابو فراس بانفاعل: امجد بيك؟ امجد بيك اخيراً رديت… انا لازم شوفك… لازم تساعدني انت وعدتني
امجد: انا قلتلك بتتواصل مع المحامي لا تتواصل معي لان ما عندي وقت
ابو فراس: بس…. بس
امجد بصوت عالي و بنبرة حازمة: اتفاقنا انتهى…انا رممتلك المخازن و عبيتهن بضاعه و حكيتلك مع التجار
قاطعو ابو فراس: بس التجار كلهن لغو طلبياتهن ومافي حدا راضي يتعامل معي بدهن البضاعه بتراب المصاري و انا بحاجة سيولة ساعدني انا عم اتدمر
امجد بعصبية : مو شغلتي… هي مو شغلتي…
فصل الخط بوشو…. و طفى موبايلو…
وصل لبيت ابو محمد… نزل من السيارة و دق الباب بلطف…
ابو محمد (( ابني الحمدلله على سلامتك … بس غريبه جايني هلأ… في شي؟ ))
امجد (( لا لا ما تشغل بالك… بس هيك فجأة لقيت حالي قدام بيتك… قلت بمسي عليك … ))
بالبيت جوا…
صبلو ابو محمد كاسة شاي تانيه
… ( في اخبار جديدة؟ )
تناول امجد الكاسة و اخد رشفة منها ( حالياً لا … بعد فترة قصيرة رح نرجع نتحرك و نحرق مستودعات ابو فراس مره تانيه… و بعدها الضربة القاضية)
ابو محمد ( ولادو؟ )
امجد بابتسامة بسيطة ( تماماً… فراس و قيس عم يتحركو متل ما بدي… بعتقد صارو جاهزين بس خليهن هلأ لاتاكد من جماعتي هنيك… مابدي اترك اي اثر وراي)
ابو محمد ( و البنت شو بدك تعمل فيها؟) ..
ترك الكاسة من ايدو… سكت شوي و ما جاوب..
ابو محمد بشك ( وضعك تجاه زينة مو عاجبني)
هز امجد براسو ( لا لا مافي شي….ما في اي شي بيني وبينها عم حاول اتجنبها… عم استخدمها ورقة ضغط على ابوها بس حاسس موضوعها مو ماثر فيه… بس بدك الصراحة؟ ) .. بتردد تابع حكيو ( حاسسها محاصريتني… بصعوبة بقدر طبق القوانين عليها…حابب استعجل بموضوعها)
ابو محمد حط ايدو على دقنو… بعد تفكير عميق ( بالنهاية هي زوجتك…برأيي مو غلط تنبسط شوي) … ضحك ضحكة طويلة…
حرك امجد تمو لليسار و عقد حواجبو… ( مستحيل … بدي ياها تطلع من هي اللعبة بدون اي ضرر… خليها تتابع حياتها بشكل طبيعي…مو من ضمن مخططي آذيها) ..
وقف ابو محمد و طبطب على كتف امجد ( لا تكبرها ابني عادي… ما في ضرورة تمنع حالك من شي بدك ياه… انت بتملك كل شي….و بحقلك تعمل كل شي… و ما تقلي مستحيل لان بكره هالكلمة… نسيت شو علمتك؟ )
رفع امجد عيونو و تطلع بابو محمد ( لاتوجد كلمة مستحيل إلا فى قاموس الضعفاء .)..
ابو محمد ( تماماً… ) …
استاذن امجد و ودع ابو محمد بحرارة… طول الطريق كان شارد و عم يفكر….
وصل للبيت و توجه مباشرة لغرفة زينة… وفتح الباب…
#يتبع
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء السادس
مع طلوع الضو كان أمجد بمكتبو .. عم يروح ويجي بتوتر و اضطراب ..
( ولك انت واحد غبي .. انت واحد غبي .. ) ... بعصبية لملم أغراضو الخاصه .. موبايلو والمفاتيح و الجوال و محفظتو .. حملهن ونزل مستعجل ..
كانت هيا طالعه من المطبخ وعم تتثاوب .. ضربت بأمجد وارتعبت ( ييي بسم الله بسم الله جني جني )
وقف أمجد باستغراب ( جني ؟ )
حكت راسها باستغراب ( أمجد ؟ شو مصحيك هلأ ؟ .. لك شفت فيلم بيرعب كتيييييييييييير ... تعال خليني احكيلك .. شو صار )
امجد ( هيا هيا .. انا بدي امشي )
فتحت تمها ببلاهة ( وين رايح ؟ )
أمجد بارتباك ( عندي شغل .. لازم روح )
مشي بسرعه وصل لعند الباب وهيا لسه مستغربة منو ... وقف شوي ورجع لعندها
أمجد ( هيا .. ليكي شو .. ابقي فوتي شقي على زينة )
هيا ( ليش شبها مريضه يعني ؟ )
أمجد بعصبيه ( لك خلص ياه قلتلك شقي عليها وخلصنا .. الواحد بهل بيت لازم يشرح الشغلة مية مره ما معقول هالشي بكفي يا جماعة ) .. طلع من الفيلا وهو معصب وعم يحكي ..
هيا بعدم اهتمام ( خلص جن الولد .. )
طلعت على الدرج ومشت بخطوات ناعسة وبملل .. وقفت على راس الدرج شوي وهي عم تفكر ( شبها زينة يعني ؟ ) .. التفتت على باب غرفة زينة ورجعت نزلت ..
وقفت قدام الباب وفتحتو شوي شوي ( اكيد بتكون نايمة ) ..
ومجرد ما فتحت الباب ... تفاجئت بالمنظر الي شافتو .. حطت ايدها على تمها وشهقت ( لك شو صاير !! )
كان صوت بكيها لزينة مسموع .. فاتت هيا شوي شوي .. نزلت على الأرض وصارت ترفع الأغراض الي مرميه بانحاء الغرفة ..
وصلت لعند زينة الي قاعده عالأرض و ضامه رجليها لصدرها وعم تبكي ..
نزلت لعندها وهي خايفه ( زينة ؟ )
فتحت زينة عيونها ورمت حالها بحضن هيا وصارت تبكي من كل قلبها ..
مسكت فيها بقوة وصارت تصرخ ( طلعيني من هالبيت رح اختنئ هون مشان الله )
هيا بارتباك شديد .. ولسه عم تتأمل الفوضى الي حواليها ( اهدي .. اهدي ... )
قومتها معها .. وطلعتها على غرفتها ... ضلت زينة عم تبكي وعم تردد ( بدي روح من هون .. بدي روح من هون )
قعدتها هيا .. طلعتلها بيجامة و ساعدتها لتلبس ... سرحتلها شعرها ... وشربتها مي .. خلتها تنام بتختها .. و طلعت من الغرفة .. طار من عيونها النوم
وكانت مصدومة .. قاعده لحالها بحالة صمت وهدوء ..
وفاء ( يلا امي .. خلصي شغل قوام )
حملت هيا الغسيل بتذمر ( امي الله يوفئك لسه كل يوم بتخلينا نعزل البيت كلو .. والله ما في شي محرز .. أمجد لو رح ينزل كان بخبرنا اكيد )
وفاء بحنية ( يا حبيبتي يا عمري ما تضلك تحبطيني هيك .. انا متاكده انو جاي هالشهر .. هيك حاسسني البي )
اجت مرح من بعيد وهي حامل الشراشف والبرادي ( خلص هيا ما تجادليها كل شهر بتعمل فينا هيك وبتقلك امجد رح يجي ، خلينا نشتغل ونحنا ساكتين )
وفاء ( يووووووه هلأ هيك بدكن تجننوني بالنق ؟ خلص اتركو من ايدكن انا بشتغل لحالي )
هيا بتحدي ( والكعك الي بالفرن مين بدو يكملو ؟ خلص ام امجد اعترفي انك بحاجتنا .. يلا مرح اتحركي خلونا نخلص على بكير )
حملت مرح الغسيل و طلعت .. قعدت هيا تطوي الشراشف وتضبهن على بعض ..
وفاء ( هيا .. يا ترى بيجي او لأ ؟ )
هيا ( بيجي امي بيجي .. ربي يكرمو ابو محمد متل ما ساعدو لامجد و سفرو لبرا .. اخي صار مهندس قد الدنيا )
قعدت وفاء جنبها و بصوت حزين وموجوع ( بس انا حاسه ابني ما عاد يرجع )
ضحكت هيا وما اهتمت لكلامها .. تركت وفاء كل شي .. وفاتت على غرفتها وسكرت الباب وراها ..
____________________________
مرح : هاااااااااااي ... وين جولي؟ خليها تعملي ساندويش بسرعه بسرعه
هيا بانزعاج ( مرح ؟ .. صاحيه بكير )
مرح ( ايه عندي طلعه مع رفقاتي )
مسحت هيا وشها بانزعاج ( وجامعتك ؟ كتير مطوله انتي يعني ؟ الي من عمرك خلصو جامعة وتجوزو و صار عندهن عيلة و اولاد وانتي لسه قاعده بوشي
بكفي اهمال .. حاجتك بئى اصحي على حالك عمرك عم يروح من بين ايديكي وانتي مو حاسه )
مرح ( نـــــــــــــــفس المحاضرة ... نفس النكد ... نفس الحكي الي بيسم البدن .. يا الله على هالحالة .. )
مشت متجاهلة اختها ... صرخت هيا بصوت حازم ( فوتي لجوا ما في طلعه )
مرح ( بالله ؟ .. ليش على اي اساس ؟ )
هيا ( على اساس انو انا مو عاجبني وضعك .. وما عاد رح اسكوت عن فصولك ورح اقعد مع امجد وفهمو على كل شي ... خليه هو يحطلك حد .. بالفعل ما كل الناس بيلبقلها المصاري ، انتي صار لازم تنضبي )
مرح ( ليش عم تحكي معي هيك ؟ ... وشو يعني تخبري امجد .. اوعي تكوني مفكره هيك بتخوفيني ! )
تلبكت هيا وصارت تطلع بالمكان حواليها و غرقو عيونها بالدموع ..
هيا ( انا خايفه عليكي )
مرح ( اختي ما تخافي علي .. انا بس ما بدي عيش متلك ومتل ريم .. ما بدي اتزوج لان شفت انتي واختي كيف عشتو وصار فيكن .. هديك جنت على ابنها
وانتي وقفت حياتك عند قصي الي تجوز وصار عندو تلات اولاد ... بكفي بئى )
قعدت هيا على الكرسي .. ( مرح روحي خلص ما بدي شوفك .. روحي اطلعي بسرعه من هون )
رمت مرح مفاتيح السيارة على الطاولة بغضب ( وما عاد بدي السيارة .. قولي لامجد مرح ما عاد بدا منك مصاري .. ما بدا تياب ولا جامعة ولا طلعات ولا رفقات
قليلو مرح ما عاد بدا منك شي لان انت من زمان تغيرت .. من زمان ما عدت ( ابوها الصغير ) متل ما كانت تقلك وهي طفلة .. احكيلو هاد الكلام )
طلعت مرح باندفاع و الألم واضح على ملامحها ...
زينة بالغرفة دورت على ورقة وقلم ... اشعة الشمس تسللت عالغرفة وهي حاطة الورقة على ركبتها و عم ترسم ... كانت ترسم و دموعها ينزلو ... و تتزكر كل احداث الليلة الماضية
شخبطت على الورقة .. مزعتها لقطع صغيرة ورمتها بأرض الغرفة ...
فاتت هيا لعندها ... حاملة كاسة عصير ليمون بالنعناع وعم تبتسم : شو يا حلوة صحصحتي ؟
فتلت وشها على الجهة التانيه كأنها مو حابة تشوف حدا ..
حاصرت هيا من الجهة التانيه و حطت ايدها على وشها : خلص ما تزعلي .. عادي الي صار ما بدو زعل بالعكس لازم تفرحي
زينة : لو سمحتي هيا .. بكفي حكي ..
وقفت زينة و مسكت خصل شعرها ورفعتهن بترتيب و هدوء ..
وقفت هيا بقلق : انا ما بعرف شو صاير لأمجد ... بس انا متاكده انو رح يرجع ويصالحك
مشت زينة باتجاه الباب .. : ما بهم ... انا من اليوم ورايح امجد مات بالنسبه الي ..
#بـــــــــــــــعــــــــــــد_أربع_شهور
أمجد : تمام تمام .. انا هلأ وصلت البلد .. اوعى يغيب عن عينك ... ثواني قليلة ورح اوصل لعندك خليه تحت عينك اقسم بالله ازا بتضيعوه ما بيصير خير .. ممتاز خلص فهمت عليك
بس انت متاكد انو هو ؟ ... لا لا ما تضربوه ... هاد حصتو عندي ... ما حدا بيمد ايدو عليه غيري ... بس بدون اي ضجة اسحبولي ياه ... دير بالك ما بدي مشاكل .. برافو عليك .. سلام ..
بسرعه جنونية كان عم يسوق سيارتو ... وصل على البيت ونزل بسرعه كبيرة ...
كانت جولي بالحديقه عم تلاعب ريم على المرجوحة ..
جولي : أمجد بيك ؟ ليش ما خبرتنا انك جاي ؟ ..
ضل متابع طريقو بسرعه كبيرة ( خلي هيا تلحقني على المكتب بسرعه .. بسرعه )
طلع لفوق .. فات على مكتبو .. فتح الدرج الأخير بالمكت .. طلع منو مسدس ... تأكد من زر الأمان وحطو تحت تيابو .. وفاتت هيا باستعجال وهي عم تلهث
هيا : ( امجد !! وينك كل هالفترة .. انت كيف بتغيب هيك ... انت كيف بتعمل هيك بزينة .. جنيت انت .. وما بترد على اتصالاتي ..)
ضرب بايدو على المكتب بقوة وابتسم ( جبتو ... جبتو ورح شيل عيونو يا هيا )
جمدت بمكانها وتبدلت ملامحها لقلق ( مين هو ؟.. شو صاير ؟ )
الرؤية مشوشه .. ما عم يسمع شي ولا قادر يشوف شي .. المكان بارد كتير و في ريحة بينزين ... حتى التنفس كان صعب إثر ضربات متتالية على القفص الصدري خلتو ما يقدر يتنفس بشكل طبيعي
سمع صوت خطوات حدا جاي بإتجاهو .. تمتم بصوت مبحوح ( وين رحتو بأبني .. )
نزل أمجد على ركبتو ... وحط ايدو تحت دقن كمال .. كان وشو مبلل بالدم ...
أمجد ( حرقت قلب اختي ... واخدت منها ابنها ... وانا بسامح بكل شي .. بكل شي ها .. إلا انو حدا ينزل دموع خواتي )
حرك شفايفو بصعوبة ( انا عم مــوت .. )
وقف أمجد وتطلع بالشباب الي حواليه ( ليش ضاربينو هيك ؟ )
جاوبو واحد ... ( أوامر العم ابو محمد ) ...
امجد ( والولد ؟ وينو ؟ شاف شي ؟ )
( لا فصلناهم عن بعض قبل ما نتصرف بشي .. الولد بالسيارة برا وفي معو واحد من الشباب ) ..
تطلع امجد على كمال .. جوز اختو ريم ... وصار يتزكر ...
بهديك الفترة كان لسه مشلول وما بيقدر يتحرك ،، ولدت اختو ريم عندهن بالبيت .. واجا كمال يشوف الولد .. كانت ريم ما الها دقايق قليلة ولدانة ... ولسه ما فتحت عيونها وما حكت مع حدا ولا شافت ابنها
اخدو كمال وطلع من البيت وما كان في حدا يمنعو او ييوقفو عند حدو .. ركضت وفاء على غرفة ابنها امجد الي كان سامع الضجة وعم يصرخ ويسأل شو في .. فتحت الباب وهي عم تبكي
وفاء ( أمجد .. جوز اختك اخدلها ابنها قوم يا امي الحقو قوووووووووووووم )
رجف جسمو وحط ايدو على الطاولة الي جنبو ... مسك فيها وحط كل طاقتو على مركز ايدو ... سحب الجزء العلوي من جسمو لقدام ... وقع على راسو من التخت
وفاء بخوف ( أمجددددددددددد )
ركضت عليه و ضمتو لصدرها ... كان ينتفض ويبكي ... حط تمو على كتفها و صرخ ( يـــــــــــــــا رب )
صحي وشاف كمال قدام عيونو كأنو عم يلفظ انفاسو الأخيرة ... بكل غضب داس برجلو على اصابع ايدين كمال ...
صرخ ... مسك امجد واحد من الرجال ورجعو لورا ( استاز أمجد هي شغلتنا انت لا تلوث حالك )
تسارعت أنفاس امجد .. مسح وشو وطلع من المكان وهو عم يهرب من ذكريات عجزو .. عم يهرب من صوت ريم وهي عم تصرخ وتقول بدي ابني ..
عم يهرب من الأيام الي كانو يلحقوها بالشوارع ويرجعوها عالبيت وهي تركض وتدور على ابنها .. طلع بسرعه وتوجه على السيارة الي فيها ابن اختو ..
بس شافو الولد توتر لان كان منفعل ومعصب كتير .. مسكو امجد من ايدو ونزلو
شدو لحضنو وطبطب على ضهرو ( كيفك خالي .. )
كان أيمن صلب و شجاع .. ما في عليه علامات خوف ... بس علامات قهر .. سأل ( وين رحتو بأبي ؟ )
لعب امجد بشعراتو مع ابتسامة ليحاول يطمنو ( خالي ابوك ما فيه شي عادي .. بس انا بدي ياخدك لعند امك )
أيمن ( انا امي ميته .. )
هز امجد براسو وتطلع بعيونو مباشرة ( لا .. امك عايشه وبحاجتك .. وانت لازم توقف جنبها .. اوعى تعمل متل غلطي وتتخلى عن امك بالوقت الي هي بأشد الحاجة الك .. مشي معي )
يومين كاملين كانت ريم ما عم تحكي .. بس عم تطلع بأيمن ... تجاوب هو بسرعه اكتر منها وحاول يعرفها عن نفسو .. كان تقريباً شب .. بعمر ال16 سنه .. واعي كتير و متزن
قعدت معو هيا وحكتلو كل شي وقالتلو كيف ابوه اخدو منو امو قبل ما تقدر تشوفو .. وانها على هالحالة من لما خسرتو .. وما في اي طبيب قدر يساعدها
كانو قاعدين كلهن بالصالة ..
ريم حاطه ايديها على خد ايمن وعم تبتسم ( يعني انا لهلأ ما فهمت .. انت رح تجيبلي ابني ؟ )
قربت زينة لعندها واشرتلها على ايمن ( ريم حبيبتي هاد ابنك )
بصوت عالي صرخت ( لا .. انا ابني صغير كتير .. وهاد كبير .. بدلولي ياه ما دخلني يلا )
ضحكت زينة ضحكة لطيفه و شدت خد ريم ( يعني كيف نبدلك ياه؟ انتي بدك ابنك ولا بدك نجيبلك اي ولد من الشارع ؟ )
رجعت تطلعت ريم بأيمن الي كان عم يتطلع فيها بتمعن وبحزن ( يعني انت ابني ؟ )
أيمن ( اي امي انا ابنك )
قرب أمجد من هيا و همسلها ( هيك الوضع طبيعي ؟ كنت متوقعها تتعافى )
هيا بصوت واطي ( بدها وقت اخي لازم نطول بالنا عليها .. بس انا خايفه على ايمن .. حاسستو ضايع ومهموم كتير )
حط ايدو على خدو كأنو عم يفكر .. ( لا ما تخافي هاد الولد قدها .. الحمدلله ما بيشبه ابوه الندل )
ابتسمت هيا ( ايمن بشبهك كتير .. كل تفصيلك لما كنت بعمرو .. حتى احزر شو لاحظت عليه انو بيحب الأكلات الي انت كنت تحبها وبفكر نفس طريقة تفكيرك تماماً تفاجئت فيه
معهن حق لما يقولو تلتين الولد لخالو )
تطلع فيها امجد بذهول ... بين مشاعر فرحة خفية ومشاعر خوف انو ما بدو ايمن يكون متلو ... حاول يخبي احاسيسو و سألها ( شو بدي قلك .. زينة كيفها ؟ .. من لما اجيت ما حكت معي شي
بالعادة بتلحقني بكل زاوية وما بتوقف حكي ابداً )
تنهدت هيا بحيره ( والله ما بعرف شو بدي قلك .. هي تغيرت كتير .. انا فعلاً ما بعرف شو كان ببالك لما تصرفت بهل طريقه الوحشيه ... شو عم يصيرلك احياناً .. )
سكت امجد وشافت بعيونو نظرة ندم .. تابعت حكيها ( عموماً .. علاقتي فيها صارت سيئة كتير .. هي دائماً بتحكي عليك حكي بشع وانا ما بتحمل اسمع حدا بيحكي عليك
حتى لو معها حق بس ما بتحمل .. اخر فترة عطول بتقضي وقتها بالمرسم الي طلبت مني اعمللها ياه .. )
امجد ( قلتيلها انو انا الي جهزتلها ياه ؟ )
هيا ( لا لا ابداً ... بعد ما بعتلي رسالتك باسبوع و بعد ما اجو الأغراض الي انت موصي عليهن جهزتلها الغرفة الكبيرة الي فوق و الغرفة الي جنبها تصممت مرسم خاص الها وقلتلها انو هدول هدية مني
تخيل انو ما تشكرتني ولا حكتلي شي !! انزعجت منها بس تجاهلتها .. بعد يومين صارت تقضي كل وقتها بالمرسم .. واي شي بتحتاجو من مواد بتكتبهن على ورقة وبتعطيهن لجولي و جولي بتعطينا ياها )
أمجد ( ممتاز ) ..
قام امجد و سأل ريم ( حبيبتي بدك شي ؟ )
ريم بلهفة ( ايه ايه .. جيبلي ابني )
أيمن ( طيب وانا وين روح ؟ ازا ما بدك ياني خلص خليني امشي )
ريم ( اممممممممم ... لا ما تروح )
حطت زينة ايدها على كتف ريم ( اي بس الواحد ما بصير يكون عندو ابنين .. لازم يكون عندو ابن واحد .. يلا اختاري شو بدك )
حطت ريم ايدها على بطن زينة وبلهجة طفولية ( يعني انتي ما رح يكون عندك الا الولد هاد الي ببطنك ؟ .. بلكي جبتي ولدين ؟ وانا بدي تنين ما دخلني )
صدمة اعترت الكل و خلت الصمت يخيم على المكان .. بنظرات خوف و حيرة تطلعت زينة عليهن .. ضحكت ضحكة مصطنعه ( شو عم تخبصي شو ولد ما ولد .. )
قرب امجد و وقف امامها مباشرة ( انتي حامل ؟ )
زينة ( كيف ؟ انو .. لا طبعاً .. لا ... )
مرح ( بس ريم قالت انو )
زينة بصوت عالي ( هلأ صرتو تاخدو حكي ريم بمحمل الجد !! انتو بتعرفو انها مو بوعيها وبتحكي حكي مو صحيح .. )
بنظرات ثابته كلها غضب و حقد تطلعت على أمجد ( انا ابداً ما بتمنى يجيني طفل يربطني فيكم ... ومستحيل يصير هاد الشي )
مشت بهدوء وبخطوات ثابته .. طلعت الدرج و وصلت لغرفتها وهي محافظة على هدوئها .. فاتت على المرسم وسكرت الباب وراها .. تاكدت انو ما في حدا لحقها ..
ركضت على لوحة معلقة على حيط الغرفة ... لوحة لمرأة حامل عم تنسج كنزة صوفيه صغيرة .. نزلتها من على الحيط بسرعه و ركضت قلبتها على ضهرها وحطتها بين بعض اللوحات الي حطوطين بالزاوية
راحت قعدت قدام لوحتها ... تناولت الألوان و بلشت تشخبط بشكل عشوائي على الرسمة ... تسارعت انفاسها ورمت كل شي على الأرض ..
زينة ( ليش هيك عم تعمل فيني ... انا شو عملتلك ... ليش !! )
خلال قعدة الأستجواب بين امجد و مرح وهيا سألهن عن كل شي بيتعلق بزينة .. ازا ملاحظين عليها اي شي بيدل انها حامل فعلاً او ازا حكتلهن شي
رفعت مرح كتافها باستغراب ( انا مو صحبة انا وياها ابداً .. وما بعرف عنها شي سدئني )
حول نظرتو على هيا الي كانت عم تحاول تتزكر شي وفجأة رفعت اصبعها بإشارة انها تزكرت شي مفيد
هيا ( اي اي .. زينة كانت تطلب خيطان صوف ملونة وادوات نسيج .. ومره فتت على غرفتها لان كنت عم دور على ريم ولقيت في على تختها ملابس اطفال صغار كتيرة .. بكل الألوان .. لما شافتني تكركبت
وصارت تقلي انو هدول هي عملتهن لريم وهي طلبتن منها )
قام أمجد وطلع لغرفة زينة .. دق باب غرفتها وفات وما لقيها .. ( طبعاً بتكون بالمرسم .. ) ..
توجه على المرسم .. دق الباب اكتر من مره وبعدا فات ..
كانت لابسه تنورة بيضا خفيفه ... و بلوزة زهرية بأكمام طويله ... ورافعه شعرها بربطة شعر بيضا وتاركه خصل ناعمة تنساب على وشها ..
الستاير عم تطاير بهدوء نتيجة نسمات الهوا ... وزينة ماسكة فرشايتها وعم ترسم لوحة جديدة لتحاول تشتت انتباها عن امجد ..
بس فات شمت ريحة عطرو .. رجف قلبها وركزت عيونها على اللوحة ...
أمجد ( ممكن فوت ؟ )
تجاهلت سؤالو وتابعت رسمها ..
قرب لعندها وسحب كرسي بايدو وقعد جنبها ... ضل ربع ساعه قاعد ساكت بدون اي كلمة عم يتفرج عليها شو عم ترسم .. عم يراقب ايدها كيف بتتحرك بخفة و تناسف .. وكيف كل شوي بتمسح وشها
بضهر ايدها وبتعبي حالها بالألوان متل الطفلة ..
امجد ( ممكن سؤال ؟ )
تطلعت عليه نظره خاطفة وهزت راسها بالموافقة ..
أمجد ( هلأ انا ما عندي شك بقدرتك كــ فنانة .. اللوحات المعلقة على الحيطان هون بتثبت مهارتك .. بس مو ملاحظة انو هاللوحة هي مو مفهومة ؟ )
زينة ( هي مو لوحة !! هي مجرد الوان .. الفنان بعتبر الألوان مساحة ليفرغ فيها غضبو و طاقتو السلبية .. وانا عم فرغ طاقتي بالالأوان مشان ما فرغها بحدا تاني )
ضحك بهدوء .. ( ايوه فهمت .. طيب تطلعي فيني )
زينة ( مو فاضيه )
قام من مكانو و وقف وراها ... امتدت ايدو لربطة شعرها ... سحبها بخفة وانسابت مع شعرها الناعم بسهولة .. حاولت زينة تستجمع تركيزها اكتر وما تعطيه اي اهتمام ..
قرب انفو من خصل شعرها .. واخد نفس عميق .. همسلها بحب ( عطر الخزامى ؟ )
رجفت الفرشاية بين اصابعها و وقعت من ايدها .. كان بدها تنزل لتجيبها ..طوقها بايدو ... حط ايدو على بطنها وشدها اكتر ..
زينة ( لو سمحت أمجد .. ولا تعودت تاخد كل شي بالغصب و الإكراه !!! )
لفها لعندو والتقت عيونها بعيونو .. حرك اصابعو على شفايفها ومسح الألوان الملطخة ( انتي حامل ؟ )
زادت دقات قلبها ... بس كانت مقرره تاخد حقها منو وتعلمو درس مقابل القسوة و الجبروت الي بيعاملها فيهم .. ابتسمت وهي عم تتصنع القوة ( طبعاً لأ ... الحمدلله )
أمجد ( اوف لهل درجة ؟ )
تنهدت وغمضت عيونها بأسى ( لو سمحت اطلاع من هون )
حط ايدو على شعرها و بلشت اصابعو تتخلل بين خصلات شعرها ... شي قوة عم يجذبو ألها ...
شدت على ايدو بقوة و بترجي طلبت منو ما يئذيها اكتر بتصرفاتو ..
أمجد ( بس انا عم حاول ما أأذيكي .. انتي اكتر وحده عم حاول خليها بعيده عن قسوة أمجد وجبروتو .. )
زينة ( القسوة انك تحسسني اني هون بس لتلبية رغباتك ... )
حرك تمو باتجاه اليسار وشبك حواجبو .. لهف قلبها بمجرد ما شافت هالتعابير على وشو ..
كانت الأبتسامة قريبه منها ... لما سمعو صوت ضجة واصوات ارتفعت تحت .. وصوت أخوات أمجد عم يستنجدو فيه ويصرخو ...
نزل بسرعه جنونية و زينة عم تلحقو ...
كان باب البيت مفتوح و الأصوات جايه من برا .. أيمن بالأرض حاضن ابوه وعم يبكي ..
قرب أمجد اكتر .. وشاف كمال بين ايدين ايمن
نزل للارض ومسك ايد كمال ... وحاول يلاقي نبض او اي شي بيدل انو عايش ..
__________________________________
أبو محمد قاعد على كرسي هزاز .... بجنب الشباك و قدامو فنجان القهوة .. عم يروح ويجي ... ويتزكر أحداث مر عليها سنين طويلة ..
ماجد : سعيد بتمنى انك ما تكون زعلان مني .. بس انا فعلاً بحبها كتير لوفاء .. والأهم انو هي بتحبني ..
ابتسم سعيد وهز براسو ليطمن صديقو ( له يا ماجد .. انت صديق الطفولة ... بعدين ازا وقع اختيار وفاء عليك وقبلت بعرض الزواج تبعك ف الف مبروك )
ضحك ماجد بارتياح ( الحمدلله ما يتتخيل حكيك قديش طمني وريح بالي ، كنت خايف تفهم الموضوع غلط لانك اعترفتلي بحبك لوفاء ومع ذلك انا رحت خطبتها .. بس انا عملت هيك لننهي هالخلاف الي بيناتنا ... ولو كانت رفضتني كنت رح افسحلك المجال لتعبرلها عن حبك واعجابك فيها سدئني )
طبطب على كتف صديقو ( مبارك مبارك يا ماجد .. بالرفاه والبنين .. )
انتقلت أفكارو لبعد مرور سنوات عدة ... لما كان طالع من غرفة امجد بعد زيارتو المعتاده .. تسلل بصرو على وفاء الي بالمطبخ .. رغم السنين والعمر الي مر لسه فيها مسحة جمال خلابة ..
فات لعندها بخطوات خفيفه خلتها ما تنتبه على وجودو إلا لما سمعت صوتو قريب منها .. ( بعدك متل ما كنتي ... كأنو اليوم اول مره بشوفك ... ولليوم قلبي أسير حبك )
مسحت ايديها بتيابها ... ضبت خصل شعرها وبمحاولة منها لتتهرب من الموقف الغير لائق بحقها ... ( سعيد شكراً لزيارتك المستمرة لماجد ... انا عم لاحظ انو في تحسن بحالتو ... وكمان بتشكرك لأنك عم تدرس معو المنهاج الدراسيه ، لأنك بتعرف انا بالحقيقه ما بعرف اقرأ )
أبو محمد ( وفاء ... ما فكرتي بعرضي ؟ )
التفتت باتجاه سلة الصحوان وصارت تنشف الأواني بملابسها وتعلقهم على الشبك ( وكنت بدي اطلب منك لو بتقدر موقفي و بتقلل من زياراتك .. متل مو شايف انا أرملة وعندي بنات صبايا والناس ما بترحم .. هاد ما بيعني انو انا مو واثقه فيك او ما بعتبرك شخص من العيلة .. بالعكس صدقاً انت بالنسبه الي أخ ولدتو الأيام ... )
التفتت عليه وبنظره ذكيه منها تابعت ( وبوعدك ضل معتبرتك اخي دائماً واي شي بحتاجو رح خبرك فيك .. )
أبو محمد ( بس يا وفاء )
وفاء ( صار لازم انا اتحمل مسؤولية امجد واتفاهم معو .. بعتقد فيني سيطر على الوضع لوحدي وايمت ما احتجتك رح احكي معك .. بتشكرك من كل البي )
شد على قبضة ايدو وبلش الدم يغلي داخل جسمو ( امجد رح يروح معي ... )
ضحكت وفاء بسخرية ..
أبو محمد ( بما انك ما بدك زور هالبيت فــأنا رح اخود امجد لعندي عالبيت لوقت ما يشفى وترجعلو عافيتو ... لان صدقيني ازا ما بتوافقي رح تخسري ابنك )
وقعت كاسة من ايدها وانكسرت ... سكتت للحظات بعدين تماسكت ( ابني ما بيطلع من بيت ابوه .. وانا ما رح اخسرو لأن مستعده احرق اي شي بيئذيه )
أبو محمد ( فهمتيني غلط .. قصدي بتخسريه لان هي رغبتو .. هو الي طلب مني اخدو معي و انا اجلت الحديث بالموضوع .. بس مبدئياَ هاد افضل حل ليرضي جميع الأطراق ) ..
__________________________________________
رن تليفون ابو محمد .. تناولو بملل وبضيق ولقى اسم أمجد على شاشة الجوال ..
ابتسم .. حطو صامت ورجع رماه على الطاولة ..
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء الثامن
ريحة الأدوية .. وجوه شاحبة .. خطوات متسارعة واصوات ناس بتبكي وناس من جهة تانيه بتبارك هاد المكان الوحيد الي من باب بيطلعو ناس يبكو على خسارة غالي
ومن باب تاني بيطلعو ناس ومعهن روح جديدة ..
المستشفى ..
زينة ( أمجد .. تشرب مي ؟ )
رفع راسو و همس بصوت متعب ( شكراً .. )
قعدت زينة جنبو وهي منفعلة ( مين ممكن يكون عمل فيه هيك ؟ مين ما كان فــ هو اكيد مو انسان لان هاد تصرف وحشي .. لك مشوهينو للزلمة .. بس ليش رموه قدام بيتنا !! )
أمجد ( كيفو ايمن ؟ )
زينة ( بالحديقة تحت مع هيا .. و من شوي اتصلت بمرح وقالتلي انو ريم منيحه ومو حاسه على شي .. )
أمجد ( تمام .. )
طلع موبايلو و رجع اتصل بابو محمد وما رد عليه ..
زينة باهتمام ( مع مين عم تحاول تتصل من الصبح ؟ )
امجد ( ابو محمد )
اخدت رشفة من كاسة القهوة الي بايدها ( صار عندي فضول اتعرف عليه لهاد الشخص .. )
ابتسم امجد ( فعلاً لازم عرفك عليك ، هي الشخصيه نادراً جداً يقدر الإنسان يصادفها .. ولما يلاقيها لازم يتعلم منها كتير .. كل ثانيه معو لازم تستغليها لتكسبي من خبرتو ونصائحو)
زينة ( لهل درجة )
أمجد ( واكتر .. يلا قومي خلينا نمشي )
زينة ( بس ايمن مو راضي يروح .. بدو يطمن على ابوه بالاول )
أمجد ( هلأ انا بتفاهم معو .. كمال حالياً حالتو مستقرة .. انا قلتلهن انو وقع من الأسطوح و بصعوبة قدرت عن طريق معارفي غطي عالموضوع .. مابدي يصير شوشرة .. خلينا نمشي )
وقفت باستغراب ( غطيت عالموضوع ؟ ليييش !! لازم نعرف مين عمل فيه هيك )
حط ايدو بجيبتو ومشي وتركها ..
بعد ما حاول بصعوبة يقنع أيمن انو ابوه منيح و رح يرجع يجيبو ليشوفو .. مشي ايمن على مضض .. طلعو بالسيارة والكل ساكتين ما حدا حكى شي ..
وصلهن أمجد عالبيت ولف بالسيارة وطلع لعند أبو محمد .. دق الباب وما فتحلو .. انشغل بالو عليه .. كان معو نسخة مفتاح احتياطي طلعها وفتح الباب ..
وقف ورا ابو محمد .. ورجع اتصل عالموبايل ..
تناول ابو محمد الهاتف .. رجع حطو صامت و رجعو للطاولة .. كان امجد واقف وراه .. قرب منو اكتر وحط ايدو على كتفو
أمجد ( ليش ما عم ترد علي ؟ )
أبو محمد باستغراب ( من ايمت انت هون ؟ )
سكت امجد وما جاوب ... اشرلو ابو محمد ليقعد ..
سحب كرسي وقعد مقابيلو ... ضل ناطرو يحكي شي وما حكى
أمجد ( كامل كان مرمي قدام بيتي اليوم .. كان بحالة أشبه للموت .. ما تتخيل الخوف والرعب الي عشت فيه .. جثة قدام بيتي وقدام عيون اخواتي !! ..كيف وصل لهنيك .. .. حاولت اتصل بالشباب وما ردو علي في حدا عم يشتغل فينا
الي عمل هالعملة بدو يورطني ... بدهن يلبسوني جريمة قتل )
أبو محمد بداخلو مستاء ... كان المفروض انو أ/مجد واقع بمشكلة كبيرة بس هو قدامو وعم يحكي بأريحيه ..
أبو محمد ( هدول الرجال مو موثوقين .. انا استخدمتهن لان ما كان عندي وقت لاحكي مع حدا موثوق .. هالمره ما حسبناها صح .. كيفو كمال ؟ )
أمجد ( منيح .. منيح .. )
قام امجد عالمطبخ .. حط ابريق الشاي عالغاز ... و وحط ضهرو عالحيط وغمض عيونو ...
______________________________________________________
وفاء ( امجد !! ابني انت واقف على رجليك !! )
ركض امجد لعندها مسك ايدها وباسها ( اي امي الحمدلله .. الحمدلله )
طلع ابو محمد من وراه وهو عم يبتسم ( شفتي يا وفاء ؟ قلتلك رح رجعلك ابنك بعد شهر وهو واقف على رجليه .. )
غمرت وفاء ابنها بحب .. بوستو وشمتو وما كانت الدنيا وسعانيتها من الفرح
وفاء ( يا حبيبي عمري .. يلا نروح نجيب اغراضك من بيت عمك ابو محمد .. هي انا سمحتلك تروح تقعد عندو لتتعافى وهلأ بدك ترجع لعندي )
أمجد وهو يهز براسو ( لأ امي .. انا ما رح ارجع .. انا بدي ضل عند عمي ابو محمد .. رح ضل عايش عندو وخلص دراستي .. ورح اشتغل بمكتبتو واصرف عليكون انتي ما عاد لازم تشتغلي
بالذات عند ابو فراس الكلب )
وفاء ( كيف يعني ما رح ترجع ؟ )
التفتت على ابو محمد بغضب ( انت شو حاكي للولد ؟ )
امتنع ابو محمد عن الإجابة واكتفى بابتسامة النصر .. وجاوب أمجد نيابة عنو ( امي ليش معصبة ؟ هو وعدني يكملي دراستو ويتكفل كامل مصاريفي .. رح يعطيني فرصه لكون ذاتي واوصل للي بدي ياه
وانا رح نفذ كل تعليماتو .. وبوعدك رح ترفعي راسك فيني و رح احميكي من اي شي ممكن يبكيكي .. بوعدك )
قرب منو ابو محمد و حط ايدو على راسو ( برافو يا ولد .. )
__________________________________________________
على صفارة ابريق الشاي رجع للواقع .. حط للمي شاي وسكر .. واخدو ورجع لعند ابو محمد
وهو عم يصب الشاي بالكاسات ( على العموم انا تدبرت الموضوع ، ما في مشكلة )
أبو محمد ( وانا تدبرت موضوع فراس وقيس .. )
وقفت أيد امجد وركز عيونو على ابو محمد ( كيف ؟ .. انا قلت ما بدنا نتصرف شي بخصوصهن حالياً )
أبو محمد ( بس انا شفت هاد الوقت المناسب .. و تدبرت الموضوع )
حط الأبريق من ايدو وبعدم رضى ( بس انا شايف انو اولاد ابو فراس ما دخلهن ... فراس وقيس و زينة ما الهن علاقة بوساخة ابوهن مع امي ... انا اخدت حقي منو .. رجعتوو نكره
ما بيسوا فرنك وليكو ملحوش بالسجن بقضايا غش و شيكات وديون ... )
ضل ابو محمد ساكت وما جاوبو بشي ...
قام امجد بانزعاج و طلع من البيت ...
وصل وكان عم يدور على زينة .. لما شاف ريم حاطه ايمن بحضنها وعم تلعبلو بشعرو .. وقف شوي وتطلع عليهن بحب .. تماماً متل ما كانت تعمل امو ..
قرب منهن وسمعها هي وعم تدندن حب وبصوت دافي لابنها .. ( هالأسمر اللون ... هالأسمراني
تعبان يا قلب خيّوه .. هواك رماني )
وصل لجنبهن وشاف ايمن غفيان ونايم .. همسلها بصوت واطي ( ريم ؟ اختي ؟ )
التفتت عليه وهمسلتو ( هسسس ابني نام )
توسعت عيونو و كان قلبو عم يرقص من الفرح ..
أمجد ( شفتي اختي ؟ وعدتك رجعلك ياه و وفيت بوعدي .. )
حط ايدو على شعرها بحب ( بعرف اني تأخرت .. بس المهم جبتلك ياه )
هزت راسها بفرح ورجعت تطلع على ابنها ..
تركهن أمجد و طلع لفوق .. راح على المرسم وما لقى زينة هنيك ... سكر الباب و تفتل بين اللوحات .. كان في كتير سمات معلقين على الحيط .. حس بالإعجاب و الفخر فيها
مع كل لوحه كان يحس فيها جزء من زينة
صوتها
ريحتها
حركاتها
طريقة اكلها
طريقة حكيها
لفت نظرو مجموعة لوحات مجمعين بالزاوية ومقلوبين على ظهرهن ..
مشي باهتمام ليشوف شو فيهن وبلش يقلبهن وحده وحده .. كان معظمهن عليهن شخابيط .. بس حتى هي الشخابيط عجبتو لانها شغل زينة ..
اخر لوحتين هزو كيانو .. فجرو شي بقلب أمجد
لوحة فيها صورتو ... مرسومة كل تفاصيلو بدقة .. بس ليش راميتها !! ليش حاطيتها مع اللوحات الفاشله !! .. واللوحة الي بعدها صورة و وحده حامل وعم تنسج كنزة صغيرة ..
قعد عالارض و رفع اللوحة بين ايديه .. تأملها لساعات طويله ..
بعدين اخدهن و علقهن على الحيط .. وطلع باتجاه غرفة زينة ..
فتح الباب بس كانت الغرفة مقولة .. نقر نقرات خفيفه وما فتحتلو ..
اتجه لغرفة مرح.. دق عليها الباب وفات لعندها .. كانت ماسكه الجوال و عم تقلب فيه باهتمام
أمجد : كيفك مرح ؟
بدون مبالاة جاوبت : منيحه ..
أمجد : كيف دراستك ؟ كأنك طولتي شوي ؟ .. يعني العالم الطبيعين بتخرجو باربع سنين .. الك ست سنين اختي
تجلست وحطت ايدها على خدها : كيف بتعرف انو الي ست سنين ؟ ما خطرلي انو عندك علم اني تخرجت او لأ ؟
أمجد باستغراب : شو هالحكي ؟ انا دايماً بسأل عن اخبارك وبعرف عنك كل شي ..
مرح : ما بعتقد اخي .. انت بس بتعرف اديه مصروفي .. واديه بدي مصاري
أمجد : مو صحيح .. انا بسأل عن كل شي بيتعلق فيكي .. و وضعك مو عاجبني بس انا ما بحب ارفضلك اي طلب وما بحب حدا يزعلك لان صغيرة البيت
صارت تلعب باصابعها .. نزلت عيونها وبنبرة حزينة : بس انا ما بدي تتركني على راحتي .. بدي ياك معي .. كتير مشتائتلك
مسكت كف ايدو بين ايديها : لا عاد تسافر الله يوفئك .. سدئني نحنا هون بحاجتك كتير .. اكتر من المصاري
أمجد : انتي بتحكي هيك لانك ما عشتي أيام الفقر متل ما انا عشتها
مرح بغضب : وانت بتحكي هيك لانك ما عشت أيام مراهقتك بدون سند او ظهر
أمجد بانفعال : الي بسمعك بفكر انا كان عندي اب وانتي ما عندك
مرح : ايه انت كان عندك ابو محمد بس انا ما عندي حدااااااا
أمجد : طيب .. طيب ..
مرح: شو طيب ؟ لايمت رح نضل هيك الله يخليك انا عنجد تعبت .. تعبت من الطلعات والتياب و السيارات والاصدقاء السطحين .. انا بدي عييييييييييله .. بدي عيله
حط ايدو على كتفها بحنية : خلص .. بوعدك .. رح يكون عندك عيله
لمعت عيونها بأمل : يعني رح تضل معنا ؟
نزل عيونو وابتسم : ازا الي ببالي كان حقيقي اكيد رح ضل
مرح : قصدك ازا كانت زينة عنجد حامل ؟
أمجد : اها ..
رفعت ايديها للسما بسعادة : يااااااااا رب تكون زينة مرت اخي امجد حامل .. يااااااارب ...
________________________
طلعت زينة من غرفتها بعد ما تاكدت انو امجد راح .. نزلت للمطبخ على روس اصابعها .. لقت جولي هنيك .. سكرت باب المطبخ شوي شوي ..
زينة : جولي
ارتعبت جولي : بسم الله يا خانوم خير شو في ؟
قربت منها زينة : بدي منك خدمة
جولي : تفضلي على عيني
زينة بعيون كلهن توسل .. مسكت ايد جولي بحب : بترجاكي ساعديني .. بدي نزل الولد الي ببطني .. ساعديني
شهقت جولي بخوف : شوووووووو
بسرعه حطت زينة ايدها على تم جولي : وطي صوووتك .. ما في حدا بعرف اني حامل ..
سكتت شوي وتابعت .. الا ريم .. كنت فضفضلها وما توقعتا تضل متزكره او تحكي شي .. وهلأ بدي نزل الي ببطني قبل ما حدا يعرف
زينة بارتباك وتوترك : ليش كيف ليش كيف ليش ليش ليش ليش يا خانوم
زينة : ايييييه ولعيه لك شبك ؟
رجعت زينة بعيون حريصه تاكدت انو الباب مسكر .. والتفتت على جولي
زينة : امجد ما بحبني .. بأي لحظة رح يتخلى عني .. وانا ما بدي اربط حالي فيه .. ما بدي جيب ولد يتعزب بهل حياة
هو حرمني من اهلي وحرمهن مني اشتقتلهن كتير ... ما بدي ضل عايشه هيك
جولي : بس يا خانوم انتي بتحبيه
غصت وما قدرت تنكر .. الا هالشي ما يتقدر تكزبو او تخفيه ..
زينة ( مو مهم ..مو كل شي منحبو منقدر نحصل عليه .. )
جولي : حتى امجد بيك بيحبك
زينة بغضب : خلص بئى حاج تقولي بحبك .. بدي نزل الولد
جولي بصوت خافت : يا خانوم ... في شي ... بدي قلك عنو
زينة باهتمام : شو ؟
بلعت جولي ريقها .. ترددت قبل ما تحكي .. رجعت زينة تسالها : احكي شو في ؟
جولي : بس الله يوفئك .. اوعي حدا يعرف بهاد الموضوع .. الله يخليكي
زينة : اي والله شغلتي بالي
جولي : تعالي معي ..
مسكت ايد زينة .. سحبتها من المطبخ .. وقبل ما تفقدت المكان منيح ... تاكدت انو ما في حدا .. وسحبتها وراها
الجزء التاسع(كاملاً)+ العاشر + الحادي عشر #انتهت
مسكت ايد زينة وطلعتها معها لفوق ... تاكدو انو الممر فاضي .. وكملو مشيهن بهدوء و زينة كلها فضول لتعرف شو السر الي بدها تحكيلها ياه جولي ..
قدام باب مكتب أمجد وقفت جولي و زينة ساكتين
جولي : هون جوا
زينة باستغراب :مكتب امجد ؟ ما فينا نفوت ما معنا مفتاح
جولي : انا معي نسخه لمفاتيح غرف البيت كلو لان لازم نظفهن بشكل يومي ..
رجعت جولي التفتت حواليها وتاكدت انو ما في حدا .. طلعت المفتاح من جيبتها وحطتو بايد زينة وهمست : فوتي وسكري الباب وراكي .. كل شي بدك تعرفيه عن أمجد بيك موجود جوا
زينة : كيف؟شو؟
تركتها جولي ونزلت بسرعه قبل ما يشوفها حدا ... وزينه لسه عم تطلع بالمفتاح ومستغربة .. بعد تفكير وتردد .. قررت تجازف وتفوت هالغرفة الي ولا مره خطرلها تفوتها
دارت المفتاح شوي شوي .. سمعت طقة القفل .. تنهدت بتوتر .. تفقدت المكان للمره الأخيره
فاتت وبسرعه التفتت رجعت قفلتو بالمفتاح ..
وقفت بوسط المكتب وحطت ايدها على خصرها و اخدت نظره سريعه لجميع انحائو ...
قربت لعند مكتبة أمجد .. كانت كبيرة وفيها كتب ما بتنعد .. لمستهن بإيدها .. بنظره فاحصة و متفاجئة صارت تفكر ( أيمت قرأ كل هدول !! )
دارت بخفة لباقي أجزاء الغرفة .. راحت قعدت مكان ما بقعد أمجد على كرسي الجلد المتحرك .. صارت تضحك وتقلد أمجد كيف بيتصرف وكيف بيحكي ..
حطت ايديها على خدها وفكرت ( شو قصدها جولي ؟ شو ممكن لاقي هون ؟ بعدين انا من ايمت بدور باغراض حدا ،، لا وفايته متل الحراميه كمان !! )
خطرلها تقوم وتطلع من الغرفة بسرعه ... نزلت عيونها وتأملت دروج المكتب .. كان فيه كتير أدراج .. تلمستهن باصابعها .. ( يا ترى ممكن لاقي شي يساعدني لافهم امجد ! )
سحبت أول درج كان بيحتوي أوراق بيضا فاضية و قلم أسود ..
تفقدت الدرج التاني كان مقفول ... نزلت اصابعها للدرج التالت .. فتحتو .. انسحب معا ... فرحت وتوسعت ابتسامتها ...
لقت فيه أوراق مرتبين بشكل أنيق ومنظم .. كانو كتار لدرجة ممكن ينعمل منهن مجلد ضخم او رواية طويله
حطتهن بحضنها .. وبلشت تقرأهن ...
(( أحببتها يا وفاء ... في عينيها سحر فرعوني لا يهزم .. أدفعها عني فــتعود إلي .. أهرب منها إليها و أبحث عنها في الجانب الأسود مني فـــ لا أجدها
شيء مشترك بينك وبينها يخيفني .. أبو فــراس ))
رفعت حواجبها باستغراب ( أبي !! )
بلشت تقلب الورقة ورا التانيه ... ورسائل امجد لأمو فيهن حكي سنين .. وأسرار عمر . .. مع كل ورقو ينزلو دموعها متل الجمر .. تزيحهن عن عيونها لتعرف تقرأ وتشهق وتكمل ..
ترمي ورقة عالمكتب و ورقة عالأرض ...
كل نوايا امجد بالانتقام صارت واضحة بالنسبه الها
حبها الي ما قدر ينتصر على كرهو لابوها كانت واضحه الها
وجـــــــع بكل كلماتو .. كل حروفو بتحكي حكاية قهر عايش فيها
أمجد الي بتعرفو .. مو نفسو امجد الي قرأتو بالورق ...
تركتهن من ايدها وانتقلت لباقي الأدراج .. كان في مصاري .. في العاب صغيره من طفولتو .. وفي أدراج تانيه مغلقة .. وفي علبة عطر خاصه فيه ..
لملمت كل شي ورجعت الورق لمكانو ..
اخدت علبة العطر معها ..
وصلت لعند الباب ... حطت خدها عليه وغمضت عيونها ودموعها عم تنزل بغزارة .. سمعت صوت أمجد وهو مارق (( انا طالــــــــع لا تنطروني عالغدا .. ))
نطرت ثواني تأكدت انو طلع ... فتحت باب الغرفة ... قفلت الباب و توجهت لغرفتها ...
قعدت عالتخت و حطت العطر من ايدها ... تناولت كاسةس مي وشربت ...
جمعت شعرها الكثيف بطرف اصابعها و رفعتو بعضاضة بسيطة ...
تناولت منديل .. مسحت أثار الكحل تحت عيونها ... اخدت نفس طويل ... و كانت الاوراق لسه عم تمرق قدام عيونها ... بين سطور شعرت بالوجع على امجد
وبين سطور حست بالوجع على نفسها .. كانت هنيك علقانه ..
أي نوع من الإنتقام هي وقعت ضحيتو! ..
توجه أمجد لعند ابو محمد بعد ما اجاه اتصال انو صار معو وعكة صحية وهو بالمستشفى .. طلع مستعجل كتير ... طول الطريق وهو عم يسترجع ايام الطفولة و وقفت ابو محمد معو
كيف ساعدو ليتعلم .. كيف دفعلو تكاليف دراستو .. كيف وصلو لبرا وامنلو وظيفه محترمة عن طريق معارفو ..
كيف كان يوجهو و ينصحو ...
كان رح يعمل حادث اكتر من مره ..
صف السيارة ونزل باستعجال .. سأل عن الغرفة ... ما نطرها تخبرو كيف حالتو الصحيه ... وصلل للعنوان المطلوب وفات باندفاع .. ( يـــــــــــا عـــم .. )
التفتت عليه ابو محمد وابتسم ( كيفك يا ولد )
أمجد ( شو صار ؟ )
أبو محمد ( أعتقد أنو صار لازم نسلم الأمانه )
أمجد بهدوء ( له يا ابو محمد .. بدك تدلل على على امجد ؟ .. انت اسد .. وما في خوف عليك )
سعل ابو محمد ... التقط انفاسو و حط ايدو على ايد امجد ( قضيت كتير بهي الحياة ... وتعبت كتير .. صار لازم اخود اجازة )
سكت امجد شوي .. قام من مكانو و وقف قدام الشباك .. تطلع لبرا وهو عم يسمع ابو محمد عم يسعل ويحكي ..
أبو محمد ( انا بدي تتواصل مع زوجتي .. بدي تحاول تقنعها تجيب محمد )
أمجد ( يا عم نحنا حكينا معها كتير .. زوجتك اجنبيه وانت انفصلت عنها من عمر طويل .. حتى قبل ما اوعى واكبر انا .. وهي دائماً كانت تقول ما عندها مشكلة انك تشوف ابنك
بس هو شخصياً ما عندو رغبة يتعرف عليك )
أبو محمد بعصبية ( انا لااااااازم شوفو )
التفت عليه امجد بلطف ( طيب انت ارتاح وانا رح حل الموضوع )
أبو محمد ( أكيد ؟ )
قرب لعندو وحط ايدو على كتفو ( أكيد )
رجع أمجد على البيت متأخر بعد ما طالت قعدتو مع ابو محمد .. كان عم يفكر فيه و هو متاكد انو هي ايامو الأخيرة .. هيك قالو الأطباء وهيك حالتو الصحية بتدل ..
وصل عالبيت .. كان واضح انو الكل نايم .. طلع لغرفتو كانت متعب وبدو ينام ..
شغل الضو ... التفت للجهة التانيه ... ولقى زينة قاعده على تختو ..
شلح الجاكيت ورماه بعدم اهتمام ( شو في ؟ )
تناولت زينة الجاكيت و رتبتو وقامت من مكانها وعلقتو بالخزانة ( ولا شي .. غرفة جوزي .. ما بصير فوتها ؟ )
أمجد ( جوزك ؟ ) ... ضحك وتابع ( طيب يا مدام جوزك الصبح دور عليكي بكل مكان وما لقيكي وين كنتي )
قربت منو بدلال و حطت ايديها على كتافو .. ببطئ اقتربت ايدها من جهة قلبو .. نقرت باصبعها بحب .. ( كنت هون )
حط ايدو على ايدها .. شبك اصابعو باصابعها والتفت عليها ... قرب شفافو من ادنيها وهمس ( شو في ببالك ؟ )
تطلعت بعيونو بنظرة غريبه .. نظرة خلتو ينسى المكان والزمان والأشخاص .. لفها بايدو كانو خايف تبعد عنو ...
أمجد ( انتي ... مو بشر )
وهي عم تفك بكلات قميصو ( لا .. انا جنية وبدي اخطفك .. ) ..
حملها امجد بين ايديه .. حطها عالتخت ... انحنى باتجاها ونزلها من ايدو ...
بعدت وشها عنو ... حط ايدو تحت دقنها ( تطلعي فيني )
زينة ( ليش ؟ )
أمجد ( لاني هيك بدي )
رجفت زينة بين ايديه ... قبل ما يقرب منها اكتر همس بصوت مسموع ( لاني بحبك ) ..
______________________________________________
كان عم يدور بكل مكان .. بغرفتو بغرفتها بالمرسم .. بالمطبخ بكل زاوية .. صرخ بصوت عالي ( ويــــــــــــــــنـــــــــــــها )
تجمعو عندو وكلهن مرتبكين ..
هيا ( اخي .. اخي شو في ؟ )
أمجد ( وين زينة ؟ .. )
ما بيعرف شي الا انو اول ما فتح عيونو ما لقاها جنبو .. كان ممكن يفكر انو الي صار مجرد وهم او خيال ... بس ريحتها على الوسادة بتثبتلو انها كانت موجوده
بتثبتلو انها كانت جنبو كل الليل وكانت معو ..
استنفرو الكل وهن يدورو على زينة ... ما في اي اثر الها ...
ضرب امجد الحيط بايدو ( شو يعني الأرض انشقت وبلعتها !! )
طلع على غرفتو بدل تيابو ونزل باستعجال ... فتل الشوارع بسرعه بطيئة وهو عم يحاول يلاقيها ..
وصل على بيت ابو فراس ونزل متل الي بدو ينقض على فريستو
لفت نظرو البيت ... ولا كأنو بيت ابو فراس ..
ما في حراس .. ما في خدم .. الحديقة صايره متل الزريبه ..
وصل لباب البيت ودقو بكل قوة ...
ضربات ايدو عالباب هزت المكان ..
فتحت ام فراس بخوف ( هاد انت ؟ شو بدك ؟ شووووووو بدك ؟ )
أمجد ( خلي زينة تطلع لهون )
أم فراس ( شو عم تحكي انت )
بعدها عن طريقو وفات وهو عم يصرخ ( زينة انتي شو الي عملتيه .. لشو بدك توصلي .. اطلعي لهون خلينا نتفاهم .. انا رح فهمك كل شي )
فتح الغراف و الأبواب و ام فراس عم تركض وراه وتقلو وينها بنتي شو صارلها ..
وقف مكانو .. حاول يجمع افكارو .. ( وين بدها تروح .. وين بدها تروح )
اجا تليفون .. رد عليه ..
المحامي : امجد بيك الأوراق الي طلبتهن صارو جاهزين
أمجد : ممتاز .. انا جاي لعندك عالمستشفى ..
نزل عالدرج وتوجه عالمشفى .. المحامي ناطرو عالباب .. عم يشرحلو عن الأوراق .. سحبهن منو امجد بدون اهتمام وفات على غرفة ابو محمد
أمجد ( كيفك يا عم )
رفع ايدو بصعوبه ورد بصوت متعب ( ابني .. بدي شوف محمد )
أمجد ( انا لهيك جاي .. ابنك مشان يجي يشوفك عندو شروط .. شروطو بهاد الورق وطلب توقيعك قبل ما يجي لعندك .. تفضل اقرأهن )
حط الورق بايد ابو محمد .. وشبك ايديه ببعض .. قعد جنبو و بلش يتعرق من صمت وسكوت ابو محمد و يهز رجلو بتوتر و خوف ...
ببطئ رفع الأوراق وتطلع فيهن ( شو شروطو ؟ )
امجد ( مو صعبه .. بدو تتنازلو عن شوية أملاك .. اعتقد هاد ما بضرك لان بالنهاية بعد عمر طويل كل شي رح يروح الو .. هو الوريث الشرعي و الوحيد لثروتك )
مد ابو محمد ايدو لامجد .. وبصوت متقطع ( قــ ـ ــلــ ـ ـ م )
ابتسم امجد و ناولو القلم .. وساعدو بالتوقيع بالأماكن المطلوبة ..
امجد ( تمام .. اعطيني ياهن .. )
ارتخت ايد ابو محمد واعطاه الورق .. وسالو ( ايمت رح يجي ؟ )
أمجد ( قريباً قريباً ... )
طلع امجد وهو ماسك الأوراق بقوة وبفرح .. سكر الباب وراه و مشي بخطوات ثابته و عيونو عم يبرقو ..
قعد على كرسي وقعد المحامي جنبو
المحامي ( وقع ؟ )
امجد ( اي وقع )
المحامي ( يعني صارت كل املاكو باسمك ؟ مبروك مبروك )
أمجد ( الله يبارك فيك .. )
توجه لعند الممرضة ( لو سمحتي .. المريض الي بالغرفة 23 .. بتقدرو تحولوه على مشفى حكومي لان انا ما عاد رح ادفع تكاليف المستشفى )
الممرضة ( بس يا استاز .. )
تجاهلها امجد وكمل طريقو .. طلع لبرا وقعد بالحديقة .. تحت شجرة عالية .. كانت تتميل اغصانها مع نسيم الهوا .. رجع ضهرو لورا وغمض عيونو .. وتسللت لانفو ريحة ورد منعشة ..
__________________________________________________________________________________
لما كان بغرفتو وطلع ابو محمد من عندو ... حاول متل كل مره محاولة يائسة انو يمشي على رجليه ... بس هالمره محاولتو نجحت .. استند على الحيط و بقمة الفرح كان بدو يصرخ لتجي امو تشوفو ..
بس سمع صوت ابو محمد برا .. حب يعمللهن ياها مفاجئة ..
كان عم يحاول يضل واقف على رجليه بصعوبة .. وصل لعند الباب .. فتحو شوي شوي وهو عم يتصبب عرق من التعب والمجهود ..
وشاف ابو محمد واقف هو وامو بالمطبخ ...
قرب شوي لعندهم وهو مستند على الحيط .. وسمع حديثهم
مسحت ايديها بتيابها ... ضبت خصل شعرها وبمحاولة منها لتتهرب من الموقف الغير لائق بحقها ... ( سعيد شكراً لزيارتك المستمرة لامجد ... انا عم لاحظ انو في تحسن بحالتو ... وكمان بتشكرك لأنك عم تدرس معو المنهاج الدراسيه ، لأنك بتعرف انا بالحقيقه ما بعرف اقرأ )
أبو محمد ( وفاء ... ما فكرتي بعرضي ؟ )
التفتت باتجاه سلة الصحوان وصارت تنشف الأواني بملابسها وتعلقهم على الشبك ( وكنت بدي اطلب منك لو بتقدر موقفي و بتقلل من زياراتك .. متل مو شايف انا أرملة وعندي بنات صبايا والناس ما بترحم .. هاد ما بيعني انو انا مو واثقه فيك او ما بعتبرك شخص من العيلة .. بالعكس صدقاً انت بالنسبه الي أخ ولدتو الأيام ... )
التفتت عليه وبنظره ذكيه منها تابعت ( وبوعدك ضل معتبرتك اخي دائماً واي شي بحتاجو رح خبرك فيك .. )
أبو محمد ( بس يا وفاء )
وفاء ( صار لازم انا اتحمل مسؤولية امجد واتفاهم معو .. بعتقد فيني سيطر على الوضع لوحدي وايمت ما احتجتك رح احكي معك .. بتشكرك من كل البي )
شد على قبضة ايدو وبلش الدم يغلي داخل جسمو ( امجد رح يروح معي ... )
ضحكت وفاء بسخرية ..
أبو محمد ( بما انك ما بدك زور هالبيت فــأنا رح اخود امجد لعندي عالبيت لوقت ما يشفى وترجعلو عافيتو ... لان صدقيني ازا ما بتوافقي رح تخسري ابنك )
وقعت كاسة من ايدها وانكسرت ... سكتت للحظات بعدين تماسكت ( ابني ما بيطلع من بيت ابوه .. وانا ما رح اخسرو لأن مستعده احرق اي شي بيئذيه )
أبو محمد ( فهمتيني غلط .. قصدي بتخسريه لان هي رغبتو .. هو الي طلب مني اخدو معي و انا اجلت الحديث بالموضوع .. بس مبدئياَ هاد افضل حل ليرضي جميع الأطراق ) ..
تسارعت انفاس امجد .. غص قلبو ... وقع عالأرض .. وحاول يرجع لغرفتو زحف على رجليه ... فات لجوا و تسلق التخت بصعوبة .. نزل تحت الغطا وهو عم يبكي .. شد على اسنانو بقوة وألم
(( انت اول واحد على قائمة الانتقام يا ابو محمد .. انت اول واحد ))
______________________________________________________
فتح عيونو بفرح وصار يصرخ (( انت اول واحد ... انت اول وااااااااااحد ... انت اول وااااااااااااحد ))
كان يضحك ويبكي بذات الوقت ... كل همو بهي اللحظة يلاقي زينة ويعرف ليش هربت منو
ليش بليلة وحده ملكت قلبو وحسستو انو كل الحواجز بينها وبينو انزالت والصبح اختفت من قدام عينو ...
اتصال صغير هز كيانو ... جاوب وتغيرت ملامحو تماماً ... صار قلبو ينبض ببطئ ... وقف السيارة بنص الطريق ..
فتح الباب ... و نزل يمشي بين السيارات ...
شوي يركض ... و شوي يقعد على ركبتو .. ويبكي ..
يتبع
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء العاشر
وهي عم ترجف وماسكه بتياب أمجد كانت تاخود نفس وتتابع حديثها ( ركضت وراها .. وحاولت خليها توقف ... قلتلها وين رايحه وليش هيك مستعجله .. )
مسحلها امجد دموعها وشدها لصدرو ( اهدي اختي .. مرح ما فيها شي هلأ بتشوفي كيف بيطلعو وبقلولنا مرح منيحه .. وبعدين رح ناخدها ونطلع كلنا من هون خلص )
غمرت وشها بين تيابو وصرخت ... شد على شعرها وحاول يواسيها بس كان قلبو عم يوجعو بشكل ما بينوصف .. كان عم يتزكر مرح الدلولة .. الصغيرة .. المجنونة .. العصبية ..
رفعت هيا عيونها بأمجد .. ( قالتلي بدها تروح تلاقي زينة .. قالت انو انت وعدتها ازا زينة كانت حامل رح تضل معنا ... اخدت مفتاح السيارة غصب عني وجعتلي ايدي .. خرمشتني باظافيرها لتقدر تاخدو
وقالتلي انو بدها تروح تجيب زينة وين ما كانت .. قالت انو ما رح تخلي زينة تحرمنا منك مره تانيه )
عض على شفافو بحسرة و ندم .. اخد اختو وقعدها على كرسي قريب .. وحاول يتظاهر بالقوة ( رح جيبلك مي .. استنيني انتي .. ) .. مجرد ما اعطاها ضهرو ومشي خطوتين بسيطات
سمع هيا عم تصرخ ( دكتووووووووووور طمني ... طمني شو صااااااااااار )
بلع ريقو والتفت وعيونو متحجرة ما عم يقدر يرمش .. حتى النفس متوقف ..
نزل الدكتور الكمامة على تمو و بتعاطف و آسى شديد ( ما قدرنا ننقذها للاسف .. الحادث كان فظيع .. البقية بحياتكن .. عظم الله اجركم )
_____________________________________________________________________
طلعت مرح عم تركض من غرفتها لابسه فستان لونو ازرق فاتح متل لون السما .. مسكت خصلة من شعرها ولفتها بايدها بعناد وتحدي .. ( أمجد .. انا بدي روح معك .. ما في تسافر لحالك )
كان امجد قاعد جنب امو وعم يبوس ايدها ويودعها لان بدو يطلع عالمطار .. تجاهل حكي مرح وضل يواسي امو الي عم تبكي من اربع ايام متواصله ..
ضربت الأرض برجلها وصرخت بعصبية ( ما في تروح وتتركني .. خليك هون )
احتار مين ولا مين بدو يراضي ... باس باطن ايد امو وشم ريحتها بعمق .. وقام لعند مرح .. حنى ضهرو وتطلع بعيونها ..( انتي ليش زعلانه طيب ؟ )
تعلقت بتيابو ونزلت دموعها ( ما بدي ياك تسافر وتتركنا الله يخليك )
فكر شوي ... وحاول يسايرها لانها بعيونو بعدا طفلة صغيرة ( طيب .. قليلي شو بدك جيبلك معي من السفر .. شي غالي ومميز كتير وشو ما كان رح جيبلك ياه )
تأملت بعيونو بخوف .. و فات لقلبها شعور قوي انها مستحيل تقدر تمنعو من السفر .. جوابها الو كان اكبر من توقعاتو ... بصوت عم يرجف ردت ( بدي عيلة .. فيك تشتريلي عيلة ؟ )
بعيون كلهن خيبة و وجع ... ودعتو بزعل وتركتو وفاتت على غرفتها بسرعه ..
رفع ضهرو وهو موجوع ... ما بيقدر يتراجع بعد كل التعب الي وصلو ... بنظرو هو رايح ليصير قوي ويقدر يحميهن ... هو عم يضحي كرمالهن ..
( مرح .. يا مرح تعي لهون )
ركض وراها ودق عليها الباب ( افتحيلي الباب حبيبتي )
مسحت دموعها بكم الفستان ( روح من هون .. انا ما عاد بدي ياك ...وانت ما عدت ابي الصغير .. ) ..
____________________________________________________________________________________________
شهرين مرقو ولسه العيلة ما عم تطلع من صدمتها بموت مــــــرح ... لسه ضحكتها بكل زاوية بالبيت .. طلباتها و غضبها ودلالها و زعلها ...
و أمجد ملتزم بغرفتو .. كل ليلة بيطلع يدور على زينة بالشوارع وبيرجع للغرفة وبيقعد لحالو .. بيضل يدخن .. ويدخن .. ويدخن .. ويبكي .. يبكي بينو وبين حالو ...
دقت هيا عليه الباب .. فاتت وهي حامله صينية فيها زبدية شوربة خضار و قطعة خبز ..
مسح دموعو بسرعه و تنهد ..
حطت الصينية من ايدها ومشت لعندو ..
هيا ( كيفك اخي ؟ )
ابتسم بهدوء ( منيح .. انتي كيفك ؟ )
هيا ( الحمدلله منشكر الله .. وين عم تروح كل ليلة ؟ حسيت عليك وانت راجع و سخنتلك شوربة من الصبح ما اكلت .. شوف حالك كيف صاير )
أمجد ( ما تشيلي همي اختي .. انا منيح .. وما في شي )
قعدت ساكته للحظات .. حست انها تطفلت عليه بس مو هاين عليها تتركو بهل حالة .. حطت ايدها على ضهرو بدفى وابتسمت ابتسامة عرضة ( شفت اديش ريم متحسنه ؟تؤبر البي كل ما بشوفها بفرح كتير
عم تهتم بأيمن و تعلقت فيه كتير ... بس خايفه كمال يعمل شي ويزعلها )
أمجد ( لا لا ما تشيلي هم ... الموضوع عندي انا رح اتصرف منيح زكرتيني )
هيا ( طيب وفي موضوع تاني .. أبو محمد .. بعتلنا مع اكتر من حدا ... عم يقولو انو الرجال صار عاجز عن الحركة وما في حدا يخدمو .. عم يحتضر عالبطيئ .. المشفى اخلا مسؤوليتو عنو ورموه بدار عجزة
ما بدك تتصرف بشي ؟ )
أمجد باستياء ( انسيلي هي السيرة .. هي الها تدبير تاني عندي .. هيا سامحيني بس فعلاً مو قادر اسمع شي .. منحكي بعدين خلص )
هيا بتردد ( ماشي بس بضل موضوع زينة .. )
بس سمع اسمها رعشى مشيت بجسمو .. فتل وشو عالجهة التانيه .. كان صوتو مبحوح وهو عم يقلها ( ما عم لاقيها... ما بعرف وين راحت .. او حتى ليش راحت .. مع انو انا .. انا حبيتها .. )
ما قدرت تكتم دموعها وهي شايفه اخوها عم يدبل قدامها .. قامت بسرعه وطلعت تركض من الغرفة ..
دخن سيجارة إضافية و رفع الهاتف ..
أمجد : كيفك رضوان ...
رضوان : تمام معلم
أمجد : كيفو كمال
رضوان : متل ما امرت معلم كل شي تمام .. بعد ما طلع من المستشفى اخدتو على مكان آمن وهلأ تعافى تماماً ..
أمجد : فهمتو انو رح يشوف ابنو ايمت ما بدو بشرط ما يزعج ريم وما يفكر ياخود الولد منا ؟
رضوان : ايه معلم فهمتو كل هالحكي و هو موافق وبتشكرك لانك انقذت حياتو
سكت امجد شوي .. بعدين تزكر موضوع تاني ..
أمجد : شو بدي قلك .. قيس وفراس شو صار فيهن ؟
رضوان : بأيدي أمينة .. ما تحمل هم
أمجد : أكيد ؟
رضوان : له يا معلم .. انا بفديك بروحي .. لولاك انا هلأ كانت الكلاب بتاكول لحمي .. قلتلي احمي كمال واضمن ما يصيرلو شي وانا نفذت مع انو الشباب كان معهن اوامر ينقتل وينرمى قدام بيتك جثة وما فيه روح
بس انا عملت كل جهدي و حميتو .. و قيس وفراس بأمان .. عالأكيد
أمجد : يعطيك العافيه رضوان .. انا رح رتب الوضع و حدد وين وايمت بيقدر كمال يشوف ابنو .. بتفهمو انو انا ما بدي احرمو من ابنو .. وماني ابن حرام متلو .. بس اي حركة بتئذي اختي بمسحو عن وش الأرض
رضوان : مشي معلم ..
فصل الخط .. قام ورمى حالو عالتخت .. التفت عالجهة التانيه .. وصار يتخيل وش زينة نايمة جنبو .. سحب الوساده و شمها بعمق على امل يقدر يلاقي شي اثر من ريحتها .. بس بدون فايده
قام من غرفتو وبخطوات متردده فات على مكتبو ... من وقت وفاة مرح ما فاتو ..
شغل الضو .. قعد ورا المكتب .. ركن ضهرو لورا .. وقتل بالكرسي بهدوء ..
ردد بصوت مجروح ( وفـــــــاء .. )
رجع للدرج تناول ورقة بيضا وقلم وكتب ..
( لم أنقطع عن الكتابة عنك لأني قد نسيت لا سمح الله ، إنما أنا خجل منك والدتي .. لو تعلمين كم من الجهد بذلت كي أكون رجل قوي .. لكني لم أكن .. وربما لن أكون في أي يوم من الأيام
هل مرح بجوارك الآن ؟ يا ترى هل التقيتما ؟ ... كم هو غالِ الثمن الذي يجيب أن يدفعه شخص ما ليلتقي بمن يحب .. مرح أمتلكت الشجاعة الكافية لتدفعه ولتذهب إليك على عجل
وأنا لا زلت اتسائل ... ما قد يكون الثمن الذي يجب أن أدفعه لكي أراك تبتسمين في حضن السماء ؟ ... لازلت اتسائل ... هل الروح ثمن يليق بجمال عينك ودفئ يديك ؟ ولا أجد الإجابة ..
كوني بخير يا وفاء )
تأمل حروفو الي كتبهن .. وفتح الدرج التالت ليضيفها لأوراقو العديده الي كتبهن وارسلهن لأمو ..
استغرب لان الأوراق موجودين بطريقة غير منظمة .. في ورقة مكتوب عليها بخط غير خطو ..
تناولها .. بلش يقرأها ودقات قلبو بلشت تتسارع ..
( زوجي العزيز .... إن كان يؤلمك فراق والدتك فإن عزائك هو أنها الآن في عالم أكثر طهارة ونبلاً من عالمنا هذا
ولكن انا يؤلمني فراقك حد الجنون .. ولا أملك أي عزاء .. فــ أنت حي ترزق أمام عيني .. ولا استطيع الوصول إليك ..
نعم يا أمجد أنا حامل بطفلنا ... وسوف أحرص أن يأتي سالماً معافى ... رحلت لأني لم أجد يوماً مكاناً لي في قلبك .. رحلت وكان بإمكاني الرحيل منذ زمن بعيد
ولـــكن فضلت البقاء بجانبك .. فقط لاستمتع برائحتك التي تفرض سلطانها على جوارحي .. جمعت رائحتك في زجاجه .. وقد سرقتها أستميحك عذراً
لكن لم أستطيع الذهاب دون أن أصطحب رائحتك برفقتي ... لن يعيدني شيء إلا ذاك النور في داخلك .. إن كنت تستطيع أنت تغسل روحك من كل ما يلوثها .. وان تبدأ صفحة جديدة
لا يوجد فيها سوا أنا وانت وطفلنا .. عليك أن تــــــمـــــد يدك إلي ... وسوف أقطع عليك وعداً انا أرد السلام .. ولا أدعها تعود خالية الوفاض ..
زيـــــــــــــــــنــــــــــــــة )
طلع من مكتبو وهو مستعجل .. صرخ بصوت عالي لهيا .. طلعت ريم من طرف غرفتها وهي مساكه ايمن ابنها وعم يسمعو صوت أمجد العالي ..
ركضت هيا بخوف وهي حاطه ايدها على قلبها ..
هيا :شو في اخي .. شو في
مسكها من ايدها بقوة كبيرة ( زينة كيف فاتت على مكتبي ؟ كيف فاتت لجوا ؟ )
هيا ( م م م.. ما ..ما .. ما بعرف والله ما بعرف )
عالدرج من تحت سمعت جولي الحديث ... خافت كتير .. شلحت مريول المطبخ ... و فتحت باب البيت وطلعت تركض ..
أمجد ( كيف ما بتعرفي كيف ؟ انا كم مره حذرت حدا يفوت على مكتبي ؟ كيف بدها تفوت ؟ كيف بدها تفوت والمفتاح معي ومعك )
سكرت عيونها بقوة وانزعجت من صوت امجد العالي .. صرخت محاولة انو صوتها يعلى فوق صوتو ( مااااااا بعرف عم قلك ما بعرف )
أمجد وهو عم يضرب على راسو ( لك فهميني كيف ما بتعرفي بس فهميني .. مين معو المفاتيح غيرررررررك ؟ )
هيا ( جولي .. جـــــولي كمان معها نسخه من المفاتيح )
امجد ( جولي !! )
مشي بخطوات سريعه ورجليه عم يضربو الأرض بقوة .. ما لقى جولي بالمطبخ .. مشي باتجاه غرفتها الصغيرة وما لقيها هناك .. انتبه انو باب البيت مفتوح .. وقف عالباب ولقى الباب الخارجي للحديقة كمان مفتوح ..
______________
ضلت جولي تركض لبعدت شوي .. وقفت اول سيارة اجرة صادفتها .. واعطتو العنوان .. نزلت بحي شعبي قديم وكانت حاسه قلبها رح يوقف وانفاسها عم تتسارع بشكل جنوني .. دقت الباب ضربات عديده ومتواصله
زينة ( مييييييييين ؟ )
جولي وهي عم تحاول تتنفس ( انا يا خانوم .. افتحيلي .. افتحيلي الباب )
فتحت زينة الباب .. ( شو في شبك ؟ )
فاتت جولي بسرعه وسكرتو وراها ...
زينة ( لك احكي شو في وقفتيلي قلبيييييي )
جولي ( أمجد بيك .. اليوم شاف رسالتك !! وجن جنانو كان معصب كتير ... تخيلي انو عيط على الخانوم الكبيرة وتخانئ معها .. وبعدين خفت يضربني او يعملي شي وهربت )
زينة بعصبيه ( لك يا مجنونة لازم ما خليتيه يحس على شي وتصرفتي بشكل طبيعي )
جولي بارتباك ( ما بعرف ما بعرف بس خفت كتير )
مشت جولي وقعدت على الكنباية وهي متوترة ..
زينة ( طيب هن بيعرفو انو عندك هاد البيت ؟ بيعرفو عنوانو ؟ )
جولي ( لا لا اطمني زينة خانوم ما حدا بيعرف .. )
قربت زينة بارتياح وقعدت جنبها .. ( طيب خلص اهدي لكن مو مشكلة .. قليلي .. كيفو امجد ؟ كيف صار ؟ بعدو ما عم ياكول ؟ )
سحبت جولي نفس ... ارتاحت شوي .. وبلشت حديث ( يييييييييي يا خانوم لو تشوفي يا حرام كيف حالتو .. هي يا ستي .. .... )
____________________________________________________
بدون وجهة وبدون عنوان كان امجد عم يتفتل بالشوارع ... وقف بمكان هادي ما فيه سيارات .. صف السيارة ونزل وركن ضهرو عليها .. تطلعت بالسما .. كانت مليانه نجوم .. والجو معتدل فيه نسمة برد لذيذة
غمض عيونو ... وصار يفكر .. كيفها زينة هلأ .. وشو حست لما قرأت الي هو كاتبو !! قديش آلمها انو اهم اهدافي انتقم من ابوها .. بتكون خافت مني !
بس ليش .. ليش بآخر ليله اجت لعندي ... ليش خلتني حس بشعور كأني بمتلك الدنيا ..قالت بتحبني !! كان بعيونها نظره كلها احتياج وحب .. كيف هيك .. شو بدها مني
شو قصدها .. كيف بدي رجعها ..
رن موبايلو ... ما كان الو مزاج يرد على حدا ... بس رن مرات كتير و متواصله ...
طلع الجوال ورد ...
محمد : الو امجد ؟
امجد : اهلين محمد .. تفضل ؟
محمد : كنت بدي اسألك عن ابي .. حكيت معو مشان يوافق يشوفني ؟
أمجد : والله يا محمد صعب جداً .. انت بتعرف ابوك من سنين طويله ما جاوب على اي مكتوب بتبعتلو ياه .. هو ما بدو اي صلة فيك
محمد : طيب وانا ما بدي شي .. بدي بس شوفو واتعرف عليه .. مو من حقي اقعد معي ابي !! احكي معو يحكي معي ..
أمجد : حاولت .. حاولت كتير قلو هالحكي بس هو مصر انك طمعان باملاكو وما بدو يعطيك شي ..
محمد بخيبة امل : طيب .. بعتذر ازعجتك كتير
أمجد :لا لا ولايهمك ...
سكر الخط .. رجع تطلع بالسما ... وغاص بذكرياتو بعمق ..
______________________________________________
أبو محمد : أمجد .. يا امجد تعال
امجد : ايه عمي .. قلي
أبو محمد : خود هالمكتوب متل العاده ابعتو لمحمد
أمجد بملل : يا عم الك سنين بتبعت .. وابنك ما بجاوب على مكاتيبك .. ما مليت ؟
ابستم ابو محمد .. : مستحيل مل .. انا واثق انو ابني رح يجي يوم ويشتاق يعرف ابوه .. ويسامحني لان تركتو وهو صغير .. بس انا تركتو غصب عني .. امو اصرت تنفصل وما حبيت اخدو منها ويتشتت
تناول امجد المكتوب : طيب حاضر .. رح وصلو متل العاده ..
طلع امجد وشوي شوي بلشت تتبدل الملامح الي كان راسمها قدام ابو محمد .. لما تاكد انو غاب عن نظرو .. طلع المكتوب .. قرأو .. و مزعو مية قطعة ورماه بالزبالة .. حرك تمو باتجاه اليسار بابتسامة بسيطه
ركض على صندوق البريد .. استلم رسالة كانت واصله من محمد لابوه ... طلعها قرأها ورجع مزعها كمان ورميها ..
قعد على طرف الطريق .. و صار يفكر بأفكار كتيره ...
أمجد : ماما .. بابا كيف مات ؟
أم أمجد : حبيبي بابا وقع بالشغل
أمجد : كيف يعني ؟
وفاء : هلأ بابا عامل بناء .. هو كان يشتغل بالطابق الرابع و وقع ومات الله يرحمو
أمجد : طيف ما حدا قدر ينقذو ؟ وكيف هيك وقع ؟
وفاء بحزن : ما بعرف يا ابني ... بالأول الشرطة قالو في حدا دفشو لان كان في علامات محاولة تمسك بايديه واصابعو مجرحة كتير كأنو محاول يتمسك .. بس هو كان يشتغل بالليل ولحالو ما في حدا معو.. رفقاتو كلهن راحو وضل هو ... يمكن كان تعبان و وقع ..بس ابوك بحبك كتير وكان فخور فيك ...
أمجد : وانا بحبو كتير ... وفخور فيه ...
_________________________________
#ألْفُ_عَآمّ_من_الْـعـشق
الجزء 11.
تحرك أمجد من مكانو .. اتصل مع المحامي وطلب منو الصبح يلتقي فيه بمركز الشرطة ..
كل الطريق كان مشوش .. حاسس حالو مخنوق .. صورة مرح ما عم تغيب عن عيونو .. صوتها .. وطلبها منو انو يضل معها .. احساس قاتل بالذنب ..
مع طلوع الضو كان امجد عم يجهز حالو ليطلع ... قبل ما ينزل فات على غرفة زينة .. فتح خزانتها و سحب فستان كان يحبو كتير عليها ..
تأملو شوي .. رجعو لمكانو وطلع ...
بمركز الشرطة دفع أمجد كفالة أبو فراس ونص الديون الي عليه ... ترك المحامي يستكمل الأوراق القانونية .. قبل ما يطلع رجع قرب من المحامي وقلو ( وقول لابو فراس بس يوصل على بيتو بيلاقي ولادو بانتظارو )
المحامي : استاز امجد خليك وانت بتقلو هاد الحكي
أمجد : لأ .. عندي شغل مهم ..
طلع مباشرة على مأوى العجزة .. سأل عن أبو محمد ودلوه عليه .. كان متمدد بغرفتو متل كل يوم ..
أمجد : صباح الخير ..
الصوت صحى أبو محمد ... غرز بصدرو سكين .. انوجع كتير .. صار يأن ويتوجع ..
قرب امجد ومسك ايدو : كيفك ؟
أبو محمد :ليش .. ليش .. ليش ..
كان عم يبكي متل الطفل ... دار امجد وشو للجهة التانيه ... كان في داخلو معركة .. وجع قوي .. حقيقه عم يحاول يكزبها انو الرجال الي رباه وكبرو كان غرضو يضغط على امو فيه
كان هدفو يمسك امو من الأيد الي بتوجعها ما كان هدفو يوقف جنبو ..
تنهد أمجد وسألو ( انت قتلت ابي مزبوط ؟ .. )
أبو محمد ( بدي شوف ابني )
حكى الكلمات بصعوبة ... قدر امجد يفهمن .. ويرجع كرر السؤال بس بلهجة أقوى ( سألتك .. انت قتلتو ؟ ما معي دليل .. ما في شي بيثبتلي إلا احساس قوي جوا
احساسي عم يحرق كل حبي الك ... قلي اي ... ااثبتلي انو كل قيمك ومبادئك الي علمتني ياها حقيقية واعترف ... قلي الحقيقه وبوعدك .. ما رح اعمل شي
وهالمرة رح جيبلك ابنك ... وبعد ساعات قليله رح يكون قدامك .. انا ما بدي غير الحقيقه .. بدي تعترف .. بدي تقولها وتريحني .. انت قتلتو ؟ )
تمتم أبو محمد بحكي غير مفهوم .. قرب امجد منو اكتر ...
أبو محمد ( انا .. انا .. )
شد امجد على قبضة ايدو .. غمض عيونو بقوة .. ما بيعرف كيف رح يتحمل يسمع هالكلمة ..
أبو محمد ( ما قتلتو .. انا بحب وفاء .. بس ما قتلتو .. اقسم بالله ... ما .. قتلتو )
نزلت دمعة من طرف عين امجد .. ارتخت ايدو وابتسم .. ( اكيد ؟ )
أبو محمد ( أكيد .. خليني .. شوف .. ابني .. )
فرحة غريبه انعشت روحو ... اخد نفس طويل كأنو كان مكتوم على صدرو .. عمل اتصال صغير ( بعتلك العنوان .. دقايق وبتكون عندي .. )
رجع تطلع على ابو محمد ... تأمل ملامحو ... تزكر ايامو معو ... كل شي علمو ياه .. وكل شي قدملو ياه .. يمكن الشر بيجرح .. بس الخير بيدوم ..
يمكن الشر بيغذي الروح عالحقد ... بس الخير بيربي الروح عالوفا ..
طلع من غرفة ابو محمد ولقى محمد بوشو ..
محمد بلهفة ( ليش ابي هون ؟ )
حط امجد ايدو على كتفو ( شوف يا محمد ... رب العالمين عادل بالسماء و بالأرض ... ابوك هون بسبب عدالة رب العالمين )
ملامح محمد كانت كلها حيرة ... في بقلبو الف سؤال وما عم يقدر يسأل .. نزل عيونو وسأل ( وانا ليش هون !! ليش انا انحرم من ابي كل هالسنين ! )
ابتسم امجد ( كمان بسبب عدالة رب العالمين .. بس تطلع من هون بتحكي مع المحامي تبعي .. رح يحولك كل املاك ابوك الي باسمي .. وابوك بتنقلو على افضل متشفى
إذا لزم الأمر سافر فيه للعلاج .. وانا بتكفل بالمصاريف .. )
علامات الدهشة طغت على وش محمد ... طبطب عليه امجد .. مشي من جنبو وهمس ( سامحني .. بس كلنا خضعنا لعدالة رب العالمن .. )
__________________________________________________
جولي : يا خانوم ... لايمت بدك تضلي هيك معنده ؟ حرام الي عم تعملي بحالك وبامجد بيك
زينة بحيرة والم : ما بعرف .. اشتئتلو كتير ..
قعدت جنبها ومسكت ايديها وهي عم تبتسم : طيب روحي لعندو يلا
زينة :ما فيني .. لازم اتاكد انو بحبني ..
حطت ايدها على بطنها وكملت ( و اتاكد انو رح يحب بنتي كمان )
حطت جولي ايديها على خدها بفرح : معك بنت ؟
زينة : ايه هيك قالتلي الدكتورة ..
عانقتها جولي : الف الف مبروك
_________________________________________________
تاني نهار بعد ما تاكد امجد انو ابو فراس صار ببيتو مع اولادو .. وتاكد انو الأوراق الرسمية اكتملت و املاك محمد رجعتلو .. فات لعند اختو ريم ..
قعد معا وفهما انو ابنها رح يروح يومين بالأسبوع زيارة لعند ابوه ..
كان ايمن عم يسمع الحكي ومبسوط كتير .. بصعوبة قدرو يفهمو ريم وياكدولها انو ايمن رح يرجعلها وما حدا بياخدو منها ..
بعد ما حسها هديت واستوعبت باسها على جبينها .. تركها مع ابنها .. مسكو ايمن من ايدو وبعيون كلهن حب و احترام ( شكراً كتير خالي )
ابتسم امجد وطلع من الغرفة .. كانت هيا واقفه عالباب عم تسمع الحديث وفي بعيونها دموع ...
كمل امجد طريقو .. لحقتو هيا و وقفتو
هيا ( انت مسافر ؟ )
سكت وما جاوبها ..
هيا ( شفتك ضابب شنته صغيره .. ليش بدك ترجع تسافر .. بيهون عليك تتركنا مره تانيه ؟ )
امجد ( مخنوق يا اختي مخنوق .. خليني روح ... خليني ابعد شوي بلكي برتاح .. وبوعدك رجع .. بوعدك .. )
استسلمت هيا لرغبتو وما حبت تضغط عليه .. نزلت عيونها بالأرض وتمتمت بخجل ( انا بدي قلك شي .. )
التفتت عليها امجد باهتمام ( خير .. في شي ؟ محتاجه شي ؟ )
هيا ( لا لا .. بس )
أمجد ( شو احكي ؟ )
حاولت تهرب بعيونها منو ..
أمجد ( هيا .. حبيبتي .. احكي .. )
هيا ( انا .. فيي .. في .. يعني في شخص .. تقدم لخطبتي )
حرك تمو لليسار و شبك حواجبو ( كيف ؟ )
تابعت حديثها بسرعه لتخلص من الموقف باسرع وقت ( اصلا انا قلتلو لأ .. بس هو .. هو مصر .. انا بعرف هاد مو وقت مناسب بس انت مسافر وما بعرف متى بترجع )
حط ايدو على كتفها ( اهدي .. تعالي اقعدي لافهم منك .. )
بعد ما قعدو وانتظر امجد هيا تبلش حديثها ... حاولت تستجمع قوتها وتحكي . .
هيا ( صالح .. هاد الي بيجي بيركب قطع الأثاث بالبيت .. رجال درويش.. عمرو 45 .. هو فقير ومعتر .. ما في اي شي بيناتنا بحلفلك .. بس كان بيناتنا نظرات بريئة
لما اجا ركب المرسم لزينة حكى معي .. وتقدم لخطبتي ... قلي انو كان خايف يفاتحني بالموضوع لان انا وياه من طبقات مختلفة بس هو مستعد يعيشني
حياة كريمة ... ومستعد يثبتلي انو بحبني .. )
كان امجد ساكت وعم يتطلع فيها بتركز ...
هيا ( هو ما تزوج لهلأ لانو فقير .. قلي ما بدو يظلم بنت الناس معو ... بس مشاعرو تعلقت فني .. )
امجد ( وانتي ؟ )
هيا بتردد ( انا .. انا خلص اخدت نصيبي من الحياة .. اصلاً قلك شو ؟ خلص انسى انا ليش عم احكي بالموضوع ..)
وقفت و مسدت على كنزتها بخجل .. ومشت لتهرب من عيون اخوها .. مسكها من ايدها وابتسم ( منقول مبروك يا عروس ؟ )
هيا ( هههه .. ههههه ... ) حطت ايدها على تمها وصارت تضحك .. هي الضحكة الي بتتفجر من قلب الوجع .. ضحكة امل .. لمعت بعينها دمعه ... احمرو خدودها من الخجل
وقف امجد وتطلع فيها .. ( ما في داعي تستحي اختي .. الزواج سنة الحياة ... وانتي بتستاهلي .. )
عانقتو هيا .. مشاعر مخربطة .. فرصة جديده لتعيش !! بعد كل هالزمن ! ليش لأ ! مين بهل حياة ما بيستاهل يفرح
مين بهل حياة ما بيستاهل فرصة جديدة وبداية جديدة .. .
باسها على جبينها ... و طلب منها تخلي صالح يحكي معو وهو بيسأل عنو وبيتأكد بيتفقو عالتفاصيل .. ركضت متل الطفلة الصغيرة على غرفتها
تخبت جوا .. وامجد ابتسم لان شافها فرحانه كأنها طفلة ..
اخد شنتايتو واوراقو وطلع من البيت ...
تتمة الجزء الحادي عشر #الاخير
اخد شنتايتو واوراقو ... وطلع من البيت ... وقف ثواني يتأمل المكان ... وقف وصوت امو عم يرن بأدنيه .. ( حبيبي امجد ديرر بالك لا توقع .. )
وهو يركض لحضنها ويرد ( انا بطل .. انا ما بوقع .. انا رح ضل واقف كل عمري .. )
وتبوس جبينو .. تمسح على وشو وتقلو ( انت بطلي .. واميري .. انت ما بتوقع حبيبي .. )
طلع بسيارتو ومشي ...
بعد دقايق بسيطة .. وقفت سيارة أجرة قدام بيت .. نزلت منها زينة و جولي ..
حاسبت جولي الشوفير ومشي ..
قربت من زينة ومسكت ايدها بقوة ..
جولي : يلا خانوم فوتي
زينة بارتباك : ما بعرف خايفه يكون زعلان مني ..
جولي : لك لا لا .. هوو كتير كان مشتائتلك
زينة : عنجد ؟
زينة لك ايه والله كتير كتير ..
ضحكت بفرح .. حطت ايدها على بطنها .. اخدت نفس عميق ..
وفاتت على البيت .. رنو الجرس .. طلعتلهن لفاية كانت موظفة جديد .. ندهت لهيا ..
نزلت هيا وهي عم تسأل ( مــــيــــــن ؟ )
بس شافت زينة .. وكان بطنها كبران ومبين عليها الحمل .. نزل عم تركض و تصرخ ( زيييييييييينة ؟ لك وين كنتييييييييييي ؟ .. انتي حامل صح ؟ كنت عرفانه )
قاطعتها زينة بلهفة ( وينو ؟ امجد وينو ؟ )
وقفت هيا وهي مصدومة .. اشرت بايدها لبرا وما عاد عرفت تحكي ..
زينة ( شو ؟؟ وينو ؟؟ )
هيا وهي عم تتلعثم ( أمجد .. أمجد .. هو ...سا..سافر ... )
زينة ( شو ؟ .. كيف .. كيف .. كييييف يعني سااافر ؟؟ كيف يعني سافر ؟؟؟ أمجدددددد...أمجددددددددددد )
______________________________
#بعد_سنة...
امجد ( زينة… حبيبتي… ببوس ايدك تنيميها لبنتك بئى بدي ناااام عندي الصبح شغل)
زينة بغضب وهي عم تهز الطفلة بايدها ( يعني شو اعمل شو اعمل… شو انا جبتها لحالي استاز امجد)
قام و نكش شعراتو.. سحب البنت من ايد زينة و صار يحكيها ( نامي يا بابا… نامي يا حبيبتي ببوس ايدك يا عمري… ليكي بابا شوفي الساعه صارت 1 بالليل و بدنا ننام يلا نامي حبيبتي)
ضحكت زينة
امجد ( عم تضحكي زينة خانوم!! )
زينة ( ههههه ايه لانك بتضحك… حبيبي هي بيبي ما رح تفهم عليك هاتها لنيمها ) ..
اعطاها البنت… نام و فتل ضهرو عنها وهو عم يتمتم ( انا الحق علي الي ما سافرت.. لك انا شو رجعني بهداك النهار… مو لو سافرت كان احسنلي) …
زينة ( سامعتك… )
رفع الغطا على راسو وهو عم يحاول ينام…
زينة لبنتها ( خلص يا ماما لا تنامي… انا كنت بدي نيمك مشان اسهر انا و ابوكي بس هو خلص نام… بسهر انا وياكي لحالنا..(
رفع راسو شوي من تحت الغطا… ( بدك تسهري معي؟ )
تنهدت و هزت راسها ( كنت… بس خلص خليني اسهر مع بنتي)
تجلس… فكر لثواني… ( شو بدنا نسهر نعمل؟! )
زينة ( ممممم لا ولا شي خلص مو مهم)
امجد ( خلص اعطيني انا بنيمها… )
بعدتها زينة لبعيد ( لا لا… انت بس نام و ارتاح نام انت)
قرب امجد لعندها ( عنجد اعطيني ياها انا بنيمها) …
وقفت زينة وهي عم تبعد بالبنت ( مابدي نيمها بدي اسهر انا و بنتي… ) … تطلعت عليه و رفعت كتفها… ( لحالنا) …
قام امجد و صار يحاول ياخدها منها… ركضت زينة و طلعت برا الغرفة…
زينة ( مافي تاخدا من شوي كنا زاعجينك… )
طلع امجد وهو عم يركض وراها ( حبيبتي كنت امزح ما بتلقي مزح انتي!! ) …
زينة وهي عم تركض عالدرج ( ما حزرت يا استاز…) …
صحيو الي بالبيت على اصواتهن…
ريم و جولي و ايمن و الخادمة الجديدة امينة…
فرك ايمن عيونو ( ماما شبو خالي ومرتو؟ )
ريم بخجل ( فوت نام فوت نام) …
وصلت زينة للصالة… حطت بنتها وفاء عالكنباية وهي عم تتنفس بسرعه و تضحك… وصل امجد لعندا ( شو نامت؟ ) ..
زينة ( ههههه ايه هيك شكلها) ..
قرب لعندا اكتر...رجعت ضهرها لورا و حطت ايدها على خدو ( روح نام) …
أمجد ( بشرفك ولو… ) …
ميلت امينة على جولي و همستلها ( دخلك هدول من اول ما تجوزو وهن مجانين هيك؟ )
حكت جولي راسها ( والله مابعرف شو بدي قلك.. ) ..
امجد ( شو قررتي؟ )
زينة ( ييييي ليك ليك شو في وراك) ..
نزلت من تحت ايدو و ركضت… ( بون وي استاز امجد… تصبح على خير) …
ركضت لفوق مره تانيه…. وقف مكانو وهو عم يتطلع على بنتو الي عم تطلع عليه وتضحك متل الملاك… انحنى و حملها لصدرو و شدها من خدها ( تعي بابا تعي… شكلي رح اسهر انا وياكي… دخيل امك على هالخلفة… ) ..
اخد وفاء و اعطاها لجولي تنيمها
طلع على مكتبو وهو مبتسم….شغل الاضوية… قعد عالكرسي و تناول ورقه وقلم…
(( أحبك… منذ ولدت إلى يوم أموت… ولو وهبني الله عمرا إضافياً… مهما طال ومهما كان… سأحبك فيه مجدداً… ف يا ليت نصيبي من عشقك يكون ألف عام….
كوني بخير يا وفاء)) …
تنهد…
رمى القلم….
حط راسو على المكتب….و هالمره… ما غاص بأي ذكرى… و اكتفى يحلم بالمستقبل… لأول مرة…. من سنين طويلة
#انتهت…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق